قام الدكتور "علي السلمي"، نائب رئيس الوزراء السابق، بوصف حديث البعض بأن ما جرى في مصر انقلاب للجيش على الشرعية، بأنه "كلام فارغ"، مؤكدا أن الجيش غير راغب في السلطة مطلقا وكل ما فعله هو استجابة لمطالب الشعب، مشيرا في تصريحات خاصة لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية في عددها الصادر اليوم الجمعة إلى أن "الشعب استرد ثورته المسروقة وأنهى احتلالا إخوانيا بغيضا للبلاد". وأوضح نائب رئيس الوزراء السابق, في تصريحاته إن "ما حدث هو استرداد شعب مصر لكرامته ولثورته التي سرقت منه على مدار عام مضى، منهيا بذلك الاحتلال الإخواني البغيض في وقت قياسي، بالنسبة إلى كم الأخطاء والخطايا والرزايا التي جاء بها الإخوان وحكمهم إلى البلاد، والتي نتج عنها شعب منقسم ومطارد من جانب الإخوان الذين لم يعترفوا إلا بالأهل والعشيرة التابعين لهم".
وشدد "السلمي" أن "الشعب المصري العظيم وشبابه الرائع وقواته المسلحة الوطنية استردت سلطة وسيادة القانون وأعملوا حكم الشعب في إقصاء هذا النظام البغيض، وهو الأمر الذي كان متوقعا منذ اليوم الأول لاعتلاء الرئيس السابق محمد مرسي كرسي الحكم، نظرا لحجم الغضب الشعبي والأخطاء".
ووصف السلمي ما حدث يوم 30 يونيو الماضي بأنه "ثورة شعبية جبارة التف حولها الشعب كله رجالا ونساء وشبابا بصورة لم يسبق لها مثيل، حيث نزل إلى الميادين أكثر من 30 مليون مواطن، وبالتالي فكرة انقلاب الجيش كلام فارغ، فالقوات المسلحة لم تفعل سوى أن استجابت لمطالب الشعب، الذي جمع من قبل حركة تمرد آلاف التوقيعات التي تطالب الفريق أول عبد الفتاح السيسي بإدارة البلاد منذ أحداث بورسعيد العام الماضي".
وتابع: "بيان القيادة العامة للقوات المسلحة متوازن وواضح، ويدل على أن القوات المسلحة ليست طالبة سلطة أو مغنم ولا تنحاز لأي فصيل سوى الشعب، بالإضافة إلى أن العبرة بالمقدمات التي هي حتى الآن صحيحة.. فما طلبته الجماهير استجاب له الجيش باعتباره المؤسسة الوطنية الوحيدة المنظمة القادرة على تصحيح مسار الدولة التي انحرف بعها الحكم الإخواني".
وشدد السلمي على أنه "لو أن الجيش والفريق أول عبد الفتاح السيسي كان طامعا في السلطة ما كان سلمها لرئيس منتخب في 30 يونيو العام الماضي، ولا كان ينتظر حتى مرور عام رغم المشاكل الهائلة بين مؤسسة الرئاسة والجيش في عهد مرسي، ومنها تحجيم يد الجيش في مواجهة الإرهابيين في سيناء والتصدي للأنفاق مع غزة والتي كان يهرب منها السلاح، وهي كلها كانت بقرارات إخوانية.. ورغم ضيقه من ذلك انتظر إرادة الشعب لتحقيقها".