التفتيش الذاتى فى الجامعة قبل دخول للجنة الأمتحانات الطلبة : الأجراءات الأمنية لازمة و التفتيش الذاتي ما هو إلا لإرباك الطلبة
كتب : أمنية بكر- عبير أحمد مهران
بعد الاحداث المريبة والعنف الشديد الذى أصبح يسيطر على الجامعات و المدارس ،وأصبح ظاهرة متمثلة فى الجيل النشأة على أساس يجب أن تكون موجوده ولكن فهمها يتطلب الكثير من الجهد لمعرفه ممارستها ك " الحرية والديمقراطية و... غيرها " من شعارات يجد انها الوسيلة أو الاداة الوحيد لتبرير موقفه العنيف.
و أيضا تجد أن مدلول بناء الشخصية أصبح المحرك الرئيسي لفرض كل فرد ما يسميه شخصيته المتمثل فى خوف الاقلية وخاصة لانه الفرد أصبح يعيش فى أجواء حرب القوي السياسية الذى ادى إلى خوف الفرد فيبدء بالهرب ليحصل على ملجأ يحتمى به هذا الملجأ هو " المطواة "
المشكلة هنا ليست مشكلة ظاهرة عنف جديدة ظهرت فى الجامعات أو حالة من "الهرجلة " و التخبط الموجود فى المجتمعات انما هو حالة سياسية فهى حالة كيفية نشأة الأفراد فى مجتمع يجعل منه فريسة للانظمة السياسية و محرك السلطة الأعلى .
هذا كله جعل الدولة تحاول معالجة مشكلة أنتشار الاسلحة البيضاء فى الجامعات مما جعل الجامعات تزود أفراد الأمن الموجودين و أيضاً التفتيش الذاتى للطلبة . فقد رفضت "رحمة فاروق" طالبة بجامعة القاهرة حالة العنف الموجودة فى الجامعات و التى زادت بشكل كبير فى الأوان الآخيرة.
و أضافت انه سلوك غير أيجابي لا يجب أن يتبع و خاصة فى الجامعات ، وأكدت رفضها على التفتيش الذاتى الذى يحدث فى الجامعات قائلة " أحنا فى حرب ولا اية".
و أشارت "ريهام بهاء" طالبة بجامعة عين شمس أن هناك تقصير من الأمن و ليس من الأمن فقط انما من المنظومة بأكملها . وأضحت أن حالة الأنفلات الامنى الموجود فى الجامعات هو الذى أدى إلى انتشار حالات العنف الذى نتج عن بعض الشباب المتهور . و أكدت أن كل ظواهر العنف التى وجدت وجدت بسبب بعض المشكلات السلبية مثل حالة المشادات بين الشباب على البنات مما يؤدى فى النهاية إلى موت أحدهم.
و رفضت "ريهام" تدخل الأمن بعد وقوع الكثير من الضحايا بسبب حالات العنف و أكدت أنها ترفض حالة التفتيش الأمنى الموجودة فى جامعة "عين شمس" و عدم ترك الطلاب بحريتهم فى قلب الجامعة بعدم السماح لهم بالجلوس فى أماكن بعيدة عن مبنى المحاضرات الخاص بهم .
وعلى نفس السياق رفضت "منار عادل "طالبة بجامعة عين شمس حالة التفتيش الذاتى للبنات وخاصة فى أوقات الامتحانات .
وذكرت أن أفراد الأمن يفطشون "شنط" الفتيات و يلقون بالأوراق الخاصة بالامتحان أو غيرها مما يؤدى إلى حالة من القلق للطلبة قبل دخول الامتحان وانزعاجهم.
و أشادت "حسناء محمد" طالبة بجامعة القاهرة بالإجراءات الأمنية المشددة فى الجامعة مما يضمن حماية الطلاب من الأحداث العنيفة التى حدثت مؤخراً.
و ذكر "محمد إسماعيل" طالب بجامعة عين شمس أن حالة العنف فى الجامعة ناتجة عن الأنفلات الأمنى الموجود فى البلاد و شبه انتشار السلاح الأبيض فى الجامعة بموبيلات الصينى الموجوده مع كل أفراد الشعب نظراً لرخص اسعار السلاح و توافره بكميات كبيرة .
و أشار"محمد" أن حالة التفتيش الذاتى الموجودة بالجامعات ما هى إلا محاولة لفرض الامن سيطرته على الجامعة لوقف حالات العنف المنتشرة .
أما "محمد فتحي" طالب بجامعة عين شمس فاعتبر أن حالة التفتيش الأمنى فى الجامعة هى أهانة كبيرة للطلبة ولا يمكن الموافقة عليها.
وأكد "محمد" على ضرورة تشديد الأجراءات.
أما "نهى يسري "طالبة بجامعة عين شمس فقد أشادت بالحالة الأمنية المشددة الموجودة فى الجامعة لوقف مسلسل العنف الموجود فى الجامعة .
وبخصوص ذلك تقول د. سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس، أن الجامعات الآن تشملها حاله شديدة من الفوضى العارمة، ولكن ليس في الجامعات فقط إنما في الشارع والأسرة والمدرسة والمؤسسات وغيرها، وهذا العنف الغير طبيعي ليس له أي تيار يسعى لتهدئته على العكس تماماً، حتى الإعلانات تدعوا إلى العنف، والجريمة ، والإنحطاط الأخلاقي، فمن هذا المنطلق فإن شبابنا يقدم على هذه التصرفات كتقليد أعمىلما يحدث حوله من تصرفات من حوارات تلفزيونية أو مناقشات حتى في الكلام العادي فإن أسلوبه غير لائق أخلاقياً فالبتالي تنعكس على أسلوب الشباب في حياته اليومية. هذا بجانب غياب الأمن والشرطة أيضاً له تأثير قوي جداً على زيادة العنف ، لأنه عندما كان الأمن قوياً كان مسيطراً تماماً على حالة الإنفلات الأمني الموجود في الجامعات حالياً ولم يكن يجروء أي شخص على التعدي وتجاوز الحدود، والذي يحدث الآن من الممكن أن يكون من داخل الجامعة أو خارجها، لكن الأهم الآن أن الإعلام والصحافة والمجتمع تتمركز طاقاته وأرائه على الجانب السلبي فقط وكأن لا يوجد ماهو إيجابي، فمثلاً الاسبوع الماضي كانت هناك إحتفالية بجامعة عين شمس تسمى"PHOTO Day" ، حيث يحتفل الطلبة بالسنة النهائية لهم داخل الجامعة ويلتقطون الصور المختلفة في بعض الأماكن في الجامعة كذكرى، فلماذا لم يسلط الإعلام ومن قبله الصحافة الضوء على ذلك النوع من الإيجابيات الجامعة.
وأضافت خضر، أن العنف الآن منتشراً في جميع أنحاء مصر وليس في الجامعة فقط، وقد يعود ذلك في المقام الأول إلى الرسالة السلبية السيئة الذي يقدمها الإعلام إلى المجتمع ، فأين نحن من فن وإعلام زمان الذي كان يحث على القيم والأخلاق حيث يقضي الإنسان 80% من وقته أمام التلفاز فعندما يرى كل ما هو معروض أمامه يحث على العنف حتى الإعلانات فما هو المنتظر من الشباب غير ذلك، حتى الصح والجرائد الآن ليس بها ما ينمي الثقافة والمعرفة داخل النفس بل على العكس أصبح معظم الجرائد تتحدث عن الجريمة والدم والعنف والمشاجرات ولا وجود للأشياء الثقافية والمعرفية كما في السابق، لذا أنا أطالب وأناشد بضرورة إقامة جمعية حماية المشاهدين من مايقدمه الإعلام لنا من إسفاف خاصة أنه لايوج تيارات آخرى تحمي المجتمع والناس خاصة ً الشباب من الإضمحلال الأخلاقي.
بينما أكد د.وائل أبو هندي، أستاذ الطب النفسي ، أن هيكلة المجتمع المصري الآن غير طبيعية بالمرة، كما أن العنف في سلوك المجتمع قائماً منذ زمن ولكنه كان متخفياً أي غير ظاهر على الملأ، لكن الآن مع غياب الدولة ودور الشرطة المختفي في الظروف الحالية ساعد في ظهور العنف على سطح المجتمع حيث أصبح المجتمع والناس مطمئنين أنه لاوجود للعقاب ولا يوجد أي رادع يستطيع أن يمنعهم من التعبير عن رأيهم وإسترجاع حقوقهم حتى ولوكان ذلك "بالدراع".
وأضاف أبو هندي، أن غياب القيم الأخلاقية داخل المجتمع والأسرة ، يعد أهم دافع من دوافع عنف، كما أن المجتمع والأسرة وحتى الدولة لم تقدم للشباب ما هو جميل أو مفيد فكيف نتوقع منه أن يقدم لنا ماهو أجمل أو أقيم، لذا علينا أولاً أن نقدم للشباب ماهو جميل لكي يقدم لنا الأجمل، لأن ما يفعله الشباب والمجتمع الآن أقل بكثيير مما كان متوقعاً لذا علينا أن نحمد الله على ما وصلنا إليه الآن لأنه من الممكن أن يحدث أكثر من ذلك لولا عناية الله ، كما لابد من عودة الشرطة بشكل أقوى من السابق للسيطرة على تلك الظاهرة، هذا بجانب تقديم قيم أخلاقية وثقافية وكل ماهو جميل للمجتمع والشباب لكي يقدم ماهو أجمل.
ومن هذا المنطلق علينا أن نعترف أن ماوصل إليه حال الجامعات الآن ، لا يتحمل مسئوليته سوى المجتمع والدولة لذا لابد من وجود رادع قوي ، لكل مايحدث من تجاوزات والأهم من ذلك هو الترقي بالأفعال ، وتربية الشباب ونتشئته تنشأة سليمة قيمة وأن نقدم له ما يدعمه لكى يقدم ما يدعم المجتمع.