نقرة تستدعي القائم بالأعمال البريطاني للاستفسار عن تجسس لندن على وزير خارجيتها خلال قمة العشرين قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان «المؤامرة» التي اعدت ضد حكومته الاسلامية المحافظة من قبل متظاهرين قطعوا الشارع على مدى اكثر من اسبوعين قد «احبطت» بفضل تعبئة مناصريه. وقال اردوغان في خطابه الاسبوعي امام نواب حزب العدالة والتنمية في البرلمان امس ان «الشعب احبط هذه المؤامرة عبر تجمعه بمئات الآلاف» خلال لقاءات نظمها الحزب الحاكم في نهاية الاسبوع في انقرةواسطنبول، مشددا على ان هذه التجمعات تشكل «الصورة الحقيقية» لتركيا وليس تلك التي نظمها بحسب قوله «خونة ومتآمرون معهم في الخارج».
وقال رئيس الحكومة التركية ان «هذه المؤامرة احبطت وهذا السيناريو أصبح في سلة المهملات قبل بدء تطبيقه». وأضاف أردوغان«أن هذه الاستفزازات جاءت تحت غطاء تظاهرات بريئة مدافعة عن البيئة، ولكنها في واقع الأمر لم تكن إلا عنفا ضد المدنيين والممتلكات العامة».
من جهة اخرى دافع اردوغان مجددا عن قوات الشرطة التي تواجه انتقادات شديدة بسبب عنفها تجاه المتظاهرين معتبرا انها «نجحت في اختبار الديموقراطية».
واضاف «سنعزز بشكل اضافي شرطتنا وسنزيد بشكل اضافي قدراتها على التدخل» ضد المتظاهرين.
وفي سياق متصل، ذكرت قناة «سي.إن.إن. تورك» التركية أن فرق مكافحة الإرهاب قامت صباح امس بعمليات اقتحام ومداهمة لعدد كبير من المنازل والمكاتب في مدن اسطنبول وأنقرة واسكيشهير على خلفية الاحتجاجات، واعتقلت ما يقارب من 100 شخص ووجهت لهم اتهامات بالتورط في أعمال تحريضية وشغب على خلفية أحداث ميدان تقسيم بإسطنبول.
وفي سياق متصل، تجمع ما يقارب الألفي شخص أمام مقر حزب العدالة والتنمية بمدينة أضنة مطالبين باستقالة أردوغان وحكومته تضامنا مع المحتجين في ميدان تقسيم، وخرجت مظاهرة مشابهة في أزمير، بينما شهدت الشوارع الفرعية المؤدية لميدان تقسيم في اسطنبول مناوشات بين الشرطة والمتظاهرين بعد أن استجابت قوات الامن لمطالب المتظاهرين في حي بيشكتاش بتنظيم مسيرة تضامن مع حديقة «جيزي» بارك.
الى ذلك، نفت وزارة الخارجية الاميركية بقوة اي ضلوع لمنظمات اميركية او افراد اميركيين في حركة الاحتجاج المناهضة للحكومة التركية. وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جينيفر بساكي «ركزنا على الدعوات الى الهدوء وضبط النفس، مازلنا حليفا قويا لتركيا».
على صعيد آخر، وجه رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز انتقادات لاذعة الى رئيس الوزراء التركي على خلفية رفضه انتقادات البرلمان الاوروبي على تعامل الحكومة التركية مع المحتجين.
وقال شولتز في مقابلة تلفزيونية للقناة الثالثة الايطالية ردا على انتقادات اردوغان للبرلمان الأوروبي «من يريد الانضمام للاتحاد يجب ان يدرك انه مجتمع مبني على الحقوق لدول تتعاون فيما بينها على أساس قواعد قانونية» مضيفا انه «لا يمكن في مثل هذه المجتمعات قمع الاحتجاجات السلمية أو التهديد بتدخل الجيش كما يحدث في تركيا». في غضون ذلك، استدعت وزارة الخارجية التركية، القائم بالأعمال البريطاني بأنقرة وطالبته بتوضيح ما تناقلته الصحف البريطانية عن عملية تجسس المخابرات البريطانية على المكالمات الهاتفية لوزير المالية محمد شيمشك خلال قمة مجموعة العشرين في لندن عام 2009، معربة عن قلقها تجاه هذه المزاعم.