إيمانا منا بالدور الإجتماعى والصحى فى التواصل مع مستخدمى بوابة الفجر قام عدد من صحفىّ الموقع بزيارة الى مستشفى "صدر العباسية" بالقاهرة صباح اليوم للوقوف على حالة المستشفى من حيث الأطباء والممرضين والمعدات الطبية بالإضافة الى النظافة العامة . "وهذه قصة الزيارة " ففى بداية مدخل المستشفى لاحظت المجموعة بوادر الإهمال والتسيب على المدخل حيث يجلس الموظف الذى يقطع التذاكر كعادة كل الموظفين فى مصر لا يعلم شىء عن أى شئ غير أنه يريد قطع التذكرة . وعند الإنتهاء من موقف المدخل قام الفريق بالتجول داخل أقسام المستشفى فوجدوا مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولكن خطر على قلب بشر حيث وجد أحدهم رجلا عجوزا يبكى ويتوسل الى الممرضات لكى يحصل على سرير يعالج من خلاله . ولكن عندما سألنا عن سبب جلوسه هكذا قالت إحدى الممرضات إن عدد السرائر لا تكفى معللة " يرفض عدد كبير من المرضى ترك أماكنهم حتى الإنتهاء من الحصول على مستحقاتهم العلاجية" وبعد الإنتهاء من "العجوز" وجدنا شاب يقف فى وسط العنبر ويحمل ملاية سرير ملطخة بالبقع والاوساخ ويصرخ للممرضات هل هذه ملاية يجلس عليها مريض بمستشفى "صدر" . وهذا رجلاً اخر عندما حاول تغيير مكان سريره " الغير أدمى " ردت عليه إحدى الممرضات بقولها " بمزاجى " ثم توجهنا الى إحدى الغرف حيث "المرضى" فوجدنا السرائر التى لا تصلح للإستخدام الأدمى حيث يجلس أكثر من سبعة أفراد فى عنبر واحد والعشرات ينتظرون فى الخارج لكى يحصلوا على نصيبهم فى غرف "المقبرة" كما أطلقنا عليها بالإضافة الى المياه التى تغمر الأسقف حيث الحديد يظهر وتقطر على الجالسين . وبعد الإنتهاء من جولة الغرف إنتقالنا الى "الخرابة" حيث الحمامات التى لا تصلح لإستخدام الإنسان السوى فما بالنا بمن هو مريضا بالصدر . حيث انعدام النظافة ونشوع المياه على الجدران وتواجد الحيوانات التى تجول فى انحاء المستشفى تتغذى على فضلات المرضى بالاضافة الى حنفيات المياه التى تقطر وهى مغلقة . وفى شعور غريب بالبرد الشديد نظرنا حولنا فوجدنا الشبابيك بدون شبابيك وكأن الأسم لم يعد له مدلول يدل على معناه مما دفعنا للتسأل "أين الشبابيك التى تحمى المرضى من البرد؟" وللأسف كالعادة لا أحد يجيب . وفى نهاية الجولة التى جعلتنا نحس بالفارق الطبقى بين من هو فى صدر العباسية وبمن هو فى المركز الطبى العالمى تكلمنا مع بعض الممرضات اللائ لم يتجاوز عمرهم العشرين عاما فوجدنا أنهم ليس لديهم أى خبرة فى التعامل مع المرضى وكل ما يمكن أن يقال لهم "من الذى أتى بكم الى هنا" . هذا هو الفارق بين من يجلس فى مستشفى حكومى ينتظر قضاء الأجل وبين من يجلس فى المركز الطبى العالمى يحاكم على قتله للثوار . وعلى طريقة الأدب الغربى قمنا بمقارنة بين شخصية العجوز الذى ينتظر سرير فارغ ليموت عليه وبين "مبارك" الذى ينعم بحياة مرفهة وطائرة تنقله الى مقر المحاكمة وحراسات خاصة وأطباء على أعلى مستوى . هذا هو الفارق الطبقى بين العجوز وبين مبارك فكلاهما يحملان الجنسية المصرية وكلاهما ينتظر قضاء الأجل ولكن الفارق يكمن فى أن الثورة لم تحقق العدالة الإجتماعية فمبارك ما زال ينعم والعجوز مازال يتحصر على عمره الذى قضاه. كلاهما قد حارب كلاهما وضع روحه على كتفه فداء للوطن ولكن الفرق يكمن فى أن أحدهما قد خان البلد وسرق ونهب وأكل أموال الفقراء أعتقد أنه "مبارك" . فى نهاية المقارنة "مادام مبارك يحاكم محاكمة العظماء ويعالج العجوز معالجة الفقراء " فالثورة لم تحقق أهدافها . و" الواقع أدهى وأمر " وهذه بعض الصور التى توضح ان ليس هناك اى وجه شبه بين مقبرة الاحياء - مستشفى الصدر بالعباسية - وبين منتجع الاغنياء - المركز الطبي العالمى - واخيرا وليس باخراُ .. من واجبنا الإعلامى ان نتوجه بالمنشاده الى كل مسئولىّ وزارة الصحه وعلى رأسهم وزير الصحه والدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء بسرعة التدخل لحل هذه الأزمة وتوفير الرعاية الصحية المتكاملة .