قال زفي مازيل، زميل مركز القدس للشؤون العامة والسفير الإسرائيلي الأسبق في مصر، في تحليل نشرته صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، الجمعة، إن قضية خطف الجنود المصريين السبعة بسيناء الأسبوع الماضي انتهت ب''خاتمة سعيدة''، حيث تم إطلاق سراح الجنود دون تعرضهم لأذى، بعد جولات من المفاوضات بين مسئولين بالمخابرات العسكرية المصرية وشيخ سلفي وزعيم من قبيلة السواركة. وأضاف ''زفي'' أن لا أحد يضمن أن تكون هذه آخر حادثة اختطاف، وأنه حسب الرواية الرسمية فإنه لم تتم أي صفقات لإطلاق سراح الجنود، وأن الوضع الآن يشبه الهدوء الذي يسبق العاصفة.
وأشار الكاتب إلى أن الخاطفين فهموا أن مصر لن تتخلى عن شبر واحد، حيث بدأت عملية عسكرية واسعة النطاق، بمشاركة طائرات الهليوكبتر والمركبات المدرعة والقوات الخاصة، وأيضًا كان واضحًا أن عملية الاختطاف وحّدت كل القوى السياسية في مصر ضد الجهاديين.
وأورد ''زفي'' في تحليله تصريح الشيخ نبيل نعيم، مؤسس تنظيم الجهاد في مصر، لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية، الذي قال فيه ''إن الإخوان يحكمون مصر الآن ويحتفظون بعلاقات وثيقة مع الجهاديين في سيناء، وإن جماعة الإخوان تعامل الجهاديين معاملة خاصة لسببين؛ الأول أنهم جميعا يندرجون تحت نفس الإيدولوجيا والافكار ويسعون نحو إقامة الخلافة الإسلامية، والسبب الثاني هو حاجة الإخوان للجهاديين لسحق المعارضة.
ورأى الكاتب الإسرائيلي في تصريح الشيخ نعيم شرحًا لموقف الرئيس مرسي ''حين أجلّ لآخر لحظة كل محاولات الجيش لتحرير الجنود بالقوة'' حسب تحليل ''زفي''.
وأشار إلى أن قادة الجيش المصري يرون أن الإرهاب في سيناء يمثل تهديدًا شديدًا لمصر كلها، وأنهم لا ينسون ''ذبح'' 16 جنديا وضابطا في أغسطس الماضي على يد الجهاديين في رفح.
ورأى ''زفي'' أن العملية العسكرية كانت غير ناجحة، فبعد تمركز دبابات الجيش والمشاة في شمال سيناء، في انتهاك لاتفاقية كامب ديفيد، عادت القوات منسحبة من المنطقة، وكان واضحًا أن الدبابات لا تناسب مطاردة مجموعات صغيرة من الإرهابيين في المناطق الجبلية.
وعلّق على موقف الرئيس مرسي قائلا ''منذ أول لحظة في قضية اختطاف الجنود وحتى إطلاق سراحهم، مرسي لم يهاجم ولم يعلن إدانته للخاطفين، وببساطة استمر في دعوته لهم لإطلاق سراح الجنود، فقط عندما وصل الموقف لطريق مسدود وافق على مضض على القيام بعملية عسكرية، وعند هذه النقطة قرر الخاطفين إطلاق سراح الرهائن''.
ووصف أوضاع الدولة المصرية في سيناء ''بالكارثية'' ورأى أنها نتيجة لسنوات من الأهمال مع عدم وجود أي استثمارات اقتصادية حقيقية أو بنية تحتية ''فكانت شبه الجزيرة المصرية فريسة سهلة لمنظمات إسلامية تسعى لإثبات وجودها في المنطقة''.
واتهم الكاتب حركة حماس بمساعدة إيران، بإقامة شبكة لتهريب الأسلحة لغزة عبر السودان وسيناء، وحفر الأنفاق لتسهيل تغلغل الجهاديين داخل سيناء.
وتابع: ''جماعة الإخوان المسلمين في مأزق فرض السيطرة واستعادة النظام في سيناء، ومع ذلك فإنها على صلة قريبة بالإرهابيين ولا تريد فتح جبهة جديدة في ظل محاولاتها اليائسة لإخماد المعارضة الضخمة ضدها في مصر، وأيضًا لا تريد الدخول في مواجهة مع حركة حماس وهي جزء من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، والتي ساعدت الإخوان لإسقاط مبارك''.
وأضاف: ''كما أنها حليفة الإخوان ضد إسرائيل، ولذلك فإن سيناء تمثل خطرًا داهمًا للجماعة في وقت تحتاج فيه تركيز طاقتها على الموقف الاقتصادي الكارثي والفوضى السياسية، كما أن المصريين غاضبون على الاعتداء على جيشهم وكرامتهم، ويكرهون أن يروا جزءًا كبيرًا من وطنهم يُحكم بغياب القانون''.
وعن موقف إسرائيل، قال ''زفي'' إن إسرائيل راقبت التطورات بحذر، بعد إطلاق صواريخ على أراضيها، والهجمات على حدودها الجنوبية، و''المثير للقلق ذلك التدفق الغزير للأسلحة لقطاع غزةوسيناء''.
وأشار التحليل إلى أن ''مصر بشكل عام تتردد في الاعتراف بأن كل هذا يحدث، وبأن إسرائيل تبذل قصارى جهدها لعدم التعدّي على سيادة جارتها مصر، واستثارة عداء المصريين المتنامي ضدها، ولكن وراء هذا المشهد فإن هناك تعاونًا بين الجيشين المصري والإسرائيلي.
واعتبر أن الأصوات التي تتعالى في مصر بمطالبات لمراجعة بنود معاهدة السلام التي تضع قيودًا على وجود الجيش المصري في سيناء، تشكل خطرًا على المعاهدة.
وختم ''زفي'' تحليله بأن الإخوان المسلمين لا يفهمون أن ما تحتاجه سيناء ليس الحشد العسكري، ولكن سياسة جديدة متكاملة من التنمية والأمن تخدم سكَان سيناء.