حالة من الترقب والحذر شهدتها شمال سيناء ، منذ يوم أمس الاثنين ، خاصة بعد وصول أكثر من " رتل عسكرى " الى مدينة العريش ، قادمين من مقر قيادة الجيش الثانى بالاسماعيلية ، بقيادة اللواء أركان حرب " أحمد وصفى " قائد الجيش الثانى الميدانى ، إيذاناً ببدء مواجهات عسكرية لتحرير الجنود السبعة الذين تم اختطافهم على ايدى مسلحون مساء الأربعاء الماضى . وانتشرت القوات المشتركة من رجال الجيش والشرطة فى الشوارع الرئيسية بمدن " العريش ، الشيخ زويد ، رفح " خاصة ميدان " الجورة " جنوب الشيخ زويد هوو محور رئيسى ، لم يشهد من قبل وجود لقوات الجيش فية ، وتمركزت عدد من الأليات العسكرية بالقرب من مطار الجورة الخاص بقوات حفظ السلام الدولية " MFO " وتواصلت تحركات القوات المدعومة بآليات على طريق "العريش/ رفح " وهو ما يؤكد أن هناك مواجهات مرتقبة ستشهدها الساعات القادمة .
وشهدت مدينة العريش تشديد الإجراءات الأمنية بها وأقامت قوات مشتركة من الجيش والشرطة أكمنة أمنية على طريق ساحل البحر، فيما تم تشديد إجراءات التفتيش على جميع الأكمنة على طريق " القنطرة/ رفح "
وحتى كتابة هذه السطور ، لم تعلن اى جهة سواء عسكرية او تنفيذية ببدء العمليات العسكرية ، سوى عمليات التمشيط التى تقوم بها المدرعات الخفيفة المدعومة بطائرات حربية جنوب الشيخ زويد ، حيث أكد شهود عيان أن قوة أمنية هاجمت عدد من المنازل في منطقة " الجميعي " بقرية الجورة والتى تم تفتيشها بحثا عن المختطفين .
وكانت القوات قد اشتبهت فى عدد من الدراجات النارية بمنطقة " الجميعى " فقامت باطلاق النار عليهم ، دون وقوع اصابات .
كما أكدت مصادر إن آليات عسكرية تحركت جنوب رفح إلى قرية " شبانة " ومنطقة صلاح الدين للمشاركة فى أعمال المداهمات مدعومة بطائرات حلقت فى اجواء منطقة صلاح الدين لمتابعة عمليات التمشيط والحصار التى تقوم بها القوات على الأرض .
أكد مصدر أمنى ، أن ادارة الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة قامت اليوم الثلاثاء بدفع المزيد من المعدات الخاصة بهدم الانفاق ، لانجاز اكبر قدر من هدم الانفاق والتى تمثل هاجس أمنى خطير ، لامكانية تهريب الجنود المختطفين من خلالها او دخول عناصر مسلحة لمعاونة الخاطفين .
وفى نفس السياق ، عقد اللواء سيد عبد الفتاح حرحور " محافظ شمال سيناء "، مساء اليوم الثلاثاء ، اجتماعاً مع الشيوخ والعواقل ، بمكتبة فى ديوان عام المحافظة ، والذى أكد فيه المشايخ دعمهم الكامل للقوات المسلحة فى حملتهم لتطهير المنطقة من البؤر الاجرامية ، وتأكيدهم على أهمية الحفاظ على هيبة الدولة ، وكذلك ضرورة الحفاظ على أرواح الجنود المُختطفون وتحريرهم .
هذا وواصل جنود أمن الموانئ إغلاق معبر رفح البرى لليوم الرابع على التوالى ، احتجاجاً على خطف زملائهم ، وانضم اليهم أهالى الجنود المخططفون .
ومن جانبة قال عبد الرحمن الشوربجى " عضو الهيئة البرلمانية العليا لحزب الحرية والعدالة " انه يجب على الاجهزة الامنية ألا تحصر عملها فى أشخاص واتجاهات معينة
مضيفاً فقد نكتشف أن خاطفى الجنود الحقيقين ، ليسوا هم من نشير الان عليهم ، ومن الممكن ان يكون الخاطفون هدفهم بالاساس احداث فوضى بالمنطقة لصالح جهات خارجية يعلمها الجميع ، وطالب بضرورة الاستعانة بعناصر أمنية جديدة تستطيع الوصول الى مناطق يُحتمل وجود الخاطفين فيها ، غير المناطق المعروفة للجميع ...