رؤية جمال البنا شقيق مؤسس جماعة الاخوان المسلمين الراحل حسن البنا لمصر تضعه على طرف نقيض من شقيقه الاكبر الذي عمل مدرسا والذي أسس الجماعة عام 1928 واغتيل عام 1949. ويقول جمال وهو الاخ الشقيق الوحيد للبنا الذي بقي على قيد الحياة ان من الافضل لمصر في الوقت الحالي أن يقودها زعيم علماني ويعتقد أن الخلط الحالي بين السياسة والدين مآله الفشل. وقال الباحث الاسلامي الذي تنتصب أرفف الكتب في مكتبه بالقاهرة من الارضية الى السقف والذي يبلغ من العمر 91 عاما ان شقيقه لم يكن ليقر جماعة الاخوان المسلمين بالصورة التي هي عليها الان حيث توشك على قيادة الحكومة. وقال لرويترز في مقابلة "هناك فرق كبير جدا بين الاخوان المسلمين في الاربعينات وفي (عهد) حسن البنا والان." وأضاف "(حسن) كانت له طموحات لكنها لم تكن سياسية... (هو جعل) الاسلام كمنهج حياة." وتشغل الجماعة التي ظلت محظورة طوال سنوات حكم الرئيس السابق حسني مبارك 43 في المئة من مقاعد مجلس الشعب الذي يمثل حزبها حديث التكوين وهو الحرية والعدالة أكبر كتلة فيه بعد أكثر الانتخابات نزاهة في مصر منذ نحو 60 عاما. ويدعو الحزب الى تشكيل حكومة ائتلافية بقيادته وهو ما يقربه من السلطة التنفيذية على نحو لم يكن ممكنا تصوره خلال حكم مبارك. وأثار هذا النجاح للجماعة القلق من برنامجها المحافظ اجتماعيا. وتقول الجماعة التي تركز حتى الان على الاقتصاد والاصلاح السياسي انها لا تعتزم فرض الشريعة الاسلامية لكن المصريين القلقين على حرياتهم الشخصية لا يزالون غير مقتنعين بذلك. وزاد من تلك المخاوف مجيء السلفيين وهم أكثر محافظة كثاني أكبر كتلة في مجلس الشعب. وقال جمال البنا "فعلا هناك تخوفات حقيقية لان هذه الرؤوس التي ترأس الاخوان الان والسلفيين الذين دخلوا المجلس كلهم ليس لدى هيئاتهم ولا أفكارهم رجل يحيا حياة العصر ويفهم كيف تنهض دولة في هذا العصر. ليس لديهم أبدا