يقول الخبر «1»: اجتماع مغلق بين «د.نبيل العربى» ووزير الخارجية القطرى «حمد بن جاسم»، بقصر التحرير. يقول الخبر «2» : مصر تسحب مرشحها الرئيسى «د. مصطفى الفقى» من الترشح لأمانة جامعة الدولة العربية .
يقول الخبر «3» : «نبيل العربى» أمينا عاما لجامعة الدول العربية «!»
يقول الخبر «4» : «العربى» يمنح مقعد سوريا لمعارضى الأسد بقمة الدوحة «!»
يقول الخبر «5» - نقلا عن «رويترز» أمس الأول - أن «قطر» التى سعت خلال الفترة الماضية، لأن تلعب دوراً رئيسياً فى دعم تسليح المعارضة السورية، بالتنسيق مع وكالة المخابرات المركزية «CIA»، شددت السيطرة، بالتنسيق مع المخابرات الأمريكية أيضاً، على تدفق الأسلحة – مؤخراً – للحيلولة دون وصول هذه الأسلحة لأيدى المقاتلين، المحسوبين على «تنظيم القاعدة»، وأن كلا من: بريطانيا وفرنسا ناقشتا حظر الاتحاد الأوروبى تسليح المتمردين، الذين يقاتلون الرئيس بشار الأسد، إذ بات المجتمع الغربى يشعر بالقلق من وصول المعدات العسكرية فى نهاية المطاف لأيدى جماعات مثل «جبهة النصرة»، التى تعهدت بتقديم الدعم لتنظيم القاعدة، والتى تعتبرها واشنطن جماعة إرهابية.
يقول الخبر (6) : أوضح الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربى – أمس الأول، أيضاً - خلال منتدى الإعلام العربى فى دبى، أن المعارضة السورية لم تحصل فى الواقع بعد على مقعد سوريا فى الجامعة بالرغم من جلوسها على مقعد دمشق فى قمة الدوحة .. وأضاف العربى أن ما حدث أنه تقرر حرمان سوريا من المشاركة فى الاجتماعات- فى إشارة لتعليق عضويتها فى نوفمبر 2011 - لكن سوريا دولة مؤسسة فى جامعة الدول العربية ومكانها محفوظ «!»
1
التسلسل الزمنى لهذه الأخبار، ليس له إلا نتيجة واحدة، هى أن السيد «نبيل العربى «ليس «سيد قراره».. ولا علاقة لنا هنا – بالتأكيد – إن كنا بصدد تصحيح مواقف «كارثية» انبطح خلالها السيد «الأمين عام جامعة العرب» أمام «دويلة قطر» وإرادة أسيادها القابعين فى «البيت الأبيض» وأجهزتهم الاستخباراتية (!)
فيقيناً.. ينفذ «العربى» ما تمليه «قطر» على الجامعة .. وهو ما لا يحتاج الى مزيد من المجهود لإثباته (!)
.. ويقينا – أيضاً – لا تستطيع «قطر» أن تعصى أمرا لأوامر المخابرات الأمريكية بشقيها : المركزى والعسكرى «CIA - DIA».
.. وإن كان قد نسى أو تناسى «العربى» هذا الأمر، فعليه أن يراجع الوثيقة التى كشف عنها موقع «ويكيليكس» عن توجيه سياسة قناتها «الجزيرة» من قبل المخابرات العسكرية الأمريكية «DIA» قبل وأثناء مرحلة الثورات العربية .
ومن جانبنا لن نستطرد كثيرا فى إثبات هذا الأمر .. فالعربى – نفسه – تكفل باثباته، نيابة عن الجميع، فى معرض تصريحاته «أمس الأول»، إذ نقل عن لسانه: أن الجامعة العربية، كانت قد منحت مقعد دمشق فى القمة العربية الأخيرة فى الدوحة فى مارس الماضى، للائتلاف الوطنى السورى المعارض الذى ترأس وفده حينها معاذ الخطيب، وتم ذلك خصوصا بدفع من «الدولة المضيفة» قطر (!).. وبالفعل تمت دعوة المعارضة فى قمة (الدوحة) لإلقاء كلمة، لكن حتى الآن الاجتماعات التى تحدث لا تدعى إليها المعارضة السورية لأنها لم تشكل حكومة بعد (!)
2
ربما من سوء طالع مصر، أن يتحول ثقلها السياسى - الذى طالما لعبته فى الماضى – اعتمادا على كل من : مقر «قصر العروبة» وجامعة الدول العربية .. الى كل من مقر مكتب الارشاد ب«المقطم»، وشارع «جامعة الدول العربية»، بدلا من مقر الجامعة، نفسه، المجاور لميدان التحرير (!) .. وكلاهما – أقصد المقطم وشارع جامعة الدول – يحملان فى المخيلة المصرية العديد من التصورات والإيحاءات، التى نجزم أنها لم تعد بعيدة كل البعد عما تشهده الساحة العربية والمصرية فى الوقت الراهن (!)
فإذ فجأة .. تنتاب السيد الأمين، شجاعة سياسية، تدفعه لأن يوضح أن (سوريا – الدولة) لا تزال هى صاحبة المقعد «المعلق» بالجامعة .. بعد شهور من جريمة، ارتدى خلالها لباس الثورية، فى مواجهة «نظام الأسد».. متغاضياً عن العديد من الحقائق والوقائع، التى كان يجب أن يكون – إن كان مستقلا حقا – أول من يبادر الى الكشف عنها لوضع النقط على الحروف فى أزمة النظام السورى.
كنا نتمنى أن تأتيه هذه الشجاعة مبكراً، قليلا .. قبل أن تبدأ «الولاياتالمتحدة» وتابعتها «قطر» فى وضع سيناريو «مختلف» للتعامل مع الأزمة السورية .. حتى نقول إنه رجل يحترم تاريخه، ويدرك جيدا مسئوليات منصبه .
كنا نتمنى أن يقول، إن النظام السورى، هو نظام قمعى بالفعل .. وعليه أن يعدل من طريقة تعامله مع شعبه، بل ويوقع عليه من العقوبات التى يستحقها ما شاء.. وأن يقول، أيضاً، ما يحدث على حدوده، لا يخلو من توجيه خارجى (!)
.. وهى حقيقة، يغض الكثيرون الطرف عنها – نفاقا ومداهنة – وأحيانا .. خوفا وجبناً (!)
كنا نتمنى أن تأخذه الشجاعة لإدانة الدعم القطرى لمحسوبين على تنظيم القاعدة، يتمركزون على الحدود السورية .. وإمدادهم بالسلاح (!)
لكنه لم يفعل .. ونحسبه لن يفعل (!)
كنا نتمنى – ابتداءً - أن يقول بملء فِيه : أشهد فى الأفق بوادر تعقيدات دولية، وحسابات تحكمها المصالح البترولية واللوجستية .. وأن يخرج من جيبه الدراسة التى أعدها «البنتاجون» عن تنظيم القاعدة فى العام 2008، ويقرأ منها ما يعينه ويعيننا على الفهم (!)
.. حينها كنا سنحمله على الأعناق، فرحين بأنه منا، وأننا منه (!)
أن يضع أصبعه على أماكن تمركز وميلاد عناصر تنظيم القاعدة العرب – المهجرون من جبال أفغانستان إلى أزقة البلدان العربية – ويقرأ أن الليبيين منهم يتمركزون فى (درنة – مصراتة – سرت – أجدابية– بنى غازى) .
وأن السوريين منهم يتمركزون فى (درعا، ودير الزور، وادلب).. وأن يخط بيديه أمام الجميع : لماذا تحركت المعارضة السورية، من حيث الأصل، من هناك (؟!)
ووقتها – فقط – كنا سنصدق أن نبيل العربى، أمينا بحق لجامعة الدول، لا أنه اكتفى بالإشراف على شارعها فقط (!).