لم ولن نتغير نتعامل فى كل القضايا بنفس الأسلوب نخترع القصة ونروج لها ثم نبكى بعدها، لأننا صدقناها وآخر مثال ما يحدث الآن فى بورسعيد والروايات الخيالية حول حصار وعزلة بورسعيد بعد حادث مذبحة استاد بورسعيد ومقتل 75 شابا من أبناء مصر بصرف النظر عن انتماءاتهم الكروية، فالقضية ليست فى الأهلى أو المصري، وإنما فى كيفية التحقيق فى مقتل هؤلاء وذبحهم بأيدى بعض المشجعين فى مشهد رآه الملايين على الهواء مباشرة، وهو مشهد لا تخطئه العين لأنه ولأول مرة فى التاريخ نرى أمامنا مقتل الشباب ولكن وبكل أسف يحاولون أن يجعلونا نكذب أعيننا ونصدق آذاننا وأيضاً وبكل أسف يريدوننا أن نصدق أوهامهم وأكاذيبهم حول القتلة الذين قتلوا أبناءنا أمام أعيننا جميعا بروايات وقصص لا يمكن لعاقل واحد أن يصدقها، ويريدون أن يختزلوا القصة فى حصار بورسعيد، ومعاملة أبنائها كأنهم من دولة أخرى غير مصر، وأعود لأكرر أننا لم ولن نتهم أحدا من أبناء بورسعيد الشرفاء لا بالقتل ولا بالتخطيط، ولكننا نقول ونؤكد أن من قتل وتسبب فى القتل هم بعض من الجماهير المتعصبة والتى أدمى الحقد قلوبها ولف السواد نفوسها فتربصت بجماهير الأهلى وعزمت النية أيا كانت النتيجة على التعدى بالضرب والسحل والقتل على جماهير الأهلي، والتى ذهبت إلى بورسعيد للتمتع بمبارة لكرة القدم معادة فى أكفان لتشيعها مصر كلها هذه هى الحقيقة الواضحة، والتى لا يمكن لعاقل أن يكذبها، ولكن يبدو أن البعض يريد أن يأخذنا فى اتجاه آخر بعيد مثل قصة الحصار الوهمى على مدينة بورسعيد أو العزلة الوهمية لأبناء بورسعيد، وزيادة فى الحبكة الدرامية يخرج بعض من هواة الشهرة من الممثلين والإعلاميين والرياضيين والسياسيين فى مسيرات تصحبهم كاميرات التليفزيون والمواقع وتخصص لهم الحلقات والبرامج وبالتالى ينسى الجميع الجريمة الأصلية وهى مقتل 74 شابا وطفلا ونتفرغ جميعا للدفاع عن بورسعيد وحصار بورسعيد غير الموجود أصلا ويكفى شهادة بعض ممن ذهبوا إلى هناك ليؤكدوا بما لا يدع مجالا للشك أنه لا يوجد حصار، ولا أى شيء من هذا القبيل كل ما فى الأمر أن هناك حالة من الحزن والغضب تعم الجميع وبالتالى عزف الناس عن الشراء ونزول الأسواق وأعتقد أن هذا أمر طبيعى فى مثل هذه الظروف ولا أظن أن عاقلا واحدا يتصور أن يخرج الناس للتسوق والتنزه مع وجود هذا العدد الكبير من الضحايا والشهداء ودعونى أعكس الأية لا قدر الله لو أن الضحايا كانوا من أبناء مدينة بورسعيد فقط عليكم أن تتخيلوا مشهد هذه المدينة الباسلة وما جاورها حزناً على فقد أبنائها فنحن لا ننسى أننا جميعا حبسنا أنفاسنا خوفا على اختفاء شخص واحد من أبناء بورسعيد هو شقيق اللاعب محمد شوقى ولم تهدأ أعصابنا حتى عاد سليما آمنا إلى أهله وذويه، وبكل أسف لم نعرف حتى الآن من الجانى ومن المسئول عن هذه الجرية ولا نعرف لماذا تم التعتيم بهذه الطريقة على هذه الجريمة؟ فقط أعود وأكرر أن الجريمة لو كان ضحاياها من أبناء أى من المحافظات المصرية لتوقفت الحياة تماما ولكن لأن هناك من يريد أن يذهب بنا إلى طريق آخر لنسيان ال 74 قتيلاً فى استاد بورسعيد لدرجة أنهم يتحدثون الآن عن احتساب نتيجة المباراة لصالح المصرى لأنه فوز تاريخى على الأهلي!!. وعن ضرورة عودة كامل أبوعلى لرئاسة المصري!! وبالتأكيد عن استمرار حسام وإبراهيم حسن فى قيادة النادى المصرى خصوصا بعد تصريحات حسام حسن بأنه لن يتخلى طول عمره عن النادى المصري!! وأتمنى أيضا ألا يتخلى هو وأبناء بورسعيد طول عمرهم عن القصاص لدم ال 74 شهيدا فى مدرجات بورسعيد السنة الخامسة - العدد 343 - الاثنين - 27/02/2012