كد الوزراء العرب المسؤولين عن شئون البيئة ، أهمية تضمين موضوع التربية البيئية للمناهج التربوية من أجل تحقيق التنمية المستدامة وفق الوثيقة المقدمة من مصر حول المعايير والضوابط لادخال المفاهيم البيئية في المناهج لتحقيق التنمية المستدامة . وقد وافق اليوم الوزراء في ختام أعمال الدورة الاستثنائية لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شئون البيئة التي عقدت بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية برئاسة سركون لازار صليو وزير البيئة العراقي ، ومشاركة وزراء البيئة العرب أو من يمثلونهم على أن يكون شعار يوم البيئة للعام الحالي"نحو تقنية خضراء لتحقيق تنمية مستدامة"، ودعوة العراق "رئيس الدورة" وكذلك الدول العربية إلى اقامة احتفالات بمناسبة يوم البيئة العربي للعام الحالي . كما اتفق الوزراء على عقد اجتماع وزاري مشترك لهم مع وزراء الصحة لبحث القضايا الخاصة بالصحة والبيئة في ضوء مذكرة الهيئة العربية للطاقة الذرية بشأن تقريرها في بناء القدرات العربية في مجالي الصحة والبيئة ، على أن يتم تحديد موعده في وقت لاحق ، ودعوة المملكة العربية السعودية إلى تقديم عرض حول الاستراتيجية الوطنية للصحة والبيئة بالمملكة أثناء انعقاد المؤتمر الأول الوزاري المشترك بين وزراء شئون البيئة والصحة. وأكد الوزراء على أهمية مشروع الأحزمة الخضراء في أقاليم الوطن العربي ، وتم دعوة الأمانة الفنية لمجلس وزراء البيئة للتنسيق مع المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة لتوجيه الدعوة لعقد اجتماع على مستوي الخبراء من وزارات البيئة والزراعة العرب لمناقشة مقترحات الدول العربية التي تقدمت بها لتضمينها في البرنامج التنفيذي للمرحلة الأولى من مشروع الأحزمة الخضراء الذي أعده المركز . كما أكدوا على أهمية التحضير للاجتماع التنفيذي الأقليمي العربي للدورة 20 للجنة التنمية المستدامة المعنية بمتابعة مؤتمر الأممالمتحدة للتنمية المستدامة للعام 2012 "ريو+20 " المقرر عقده نهاية الشهر المقبل . وكان وزير البيئة العراقي - رئيس الاجتماع - قد أكد في الجلسة الافتتاحية أهمية هذه الدورة ، حيث تم مناقشة العديد من القضايا المتعلقة بالبيئة وتحقيق التنمية المستدامة في الوطن العربي وبما يحقق تطلعات الشعوب . وقال إن الاجتماع ناقش معايير وضوابط إدخال المفاهيم البيئية في المناهج التربوية بالدول العربية وإدماجها في التنمية المستدامة ، وذلك بالتنسيق مع وزارات التربية ووزارات البيئة ، مع عرض التجارب الناجحة ، للاستفادة منها لوضع خطة عمل عربيه مشتركة لتحقيق التربية من أجل التنمية المستدامة ، إلي جانب مناقشة عقد الاجتماع المشترك الدوري بين مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شئون البيئة ومجلس وزراء الصحة العرب بمشاركة المعنيين بقضايا صحة البيئة في المنطقة العربية ، والذي سيتم تقديم فيه دراسة مختصرة حول التعاون المشترك بين الجهات المعنية بالبيئة ووزارات الصحة. ولفت إلى أن شعار يوم البيئة العربي لعام 2013 سيكون (نحو تقنية خضراء لتحقيق تنمية مستدامة). ومن جانبها أكدت جامعة الدول العربية أهمية تعزيز الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية بدول المنطقة والاهتمام بقضايا البيئة والصحة والأمن الغذائي . جاء ذلك في كلمة الجامعة التي ألقاها الدكتور جمال جاب الله مدير إدارة البيئة والتنمية المستدامة بالجامعة رئيس الإدارة الفنية لمجلس وزراء البيئة العرب ، ولفت إلى أهمية تنفيذ مقررات مجلس وزراء البيئة العرب في بغداد نهاية العام الماضي خاصة فيما يتعلق بقضايا الأمن الغذائي والبيئة ومكافحة التصحر باعتبارها تمس حياة المواطن العربي . ومن جانبه أكد الدكتور خالد محمد فهمي وزير البيئة المصري أهمية هذا الاجتماع كونه يناقش العديد من القضايا المهمة والخاصة بتحقيق التنمية المستدامة والديمقراطية والأمن والسلام والمواطنة البيئية ، مشددا علي أن تحسين إدارة المصادر الطبيعية والصناعة والطاقة والتربية البيئية من أجل الاستدامة باعتبارها المدخل الاساسي لتطوير التعليم الذي لم يعد هدفا في حد ذاته لكنه وسيلة لاحداث تغيرات في نسق القيم وأنماط السلوك وأساليب الحياة الضرورية لتحقيق التنمية المستدامة. وأضاف الوزير - في كلمته- أن الرؤية الجديدة للتربية البيئية من أجل الاستدامة لا تسهم فقط في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية فحسب وانما هي وسيلة أساسية لتحقيق التنمية الإنسانية ، كما أنها تهدف إلي نشر الوعي البيئي. وأشار إلي أن مصر أولت اهتماما كبيرا لادارج التربية من أجل التنمية المستدامة في الناهج الدراسية ، كما انشأت وزارة الدولة لشئون البيئة مراكز بيئية في العديد من الجامعات المصرية لزيادة الوعي البيئي وتبادل الخبرات في مجال التعامل مع القضايا البيئية. وطالب بضرورة وضع استراتيجية وطنية للتربية البيئية تضم كلا من التعليم النظامي وغير النظامي ، وقال :" إن مصر تولي اهتماما كبيرا لمشروع الاحزمة الخضراء لما له من أثر فعال في حماية وتحسين الظروف البيئية ومشاريع التنمية المستدامة وله نتائج مباشرة علي تحسين المناخ المحلي وحماية التربة من أجل الانجراف خاصة اذا ما نفذت علي المستوي الإقليمي" . وأوضح أنه انطلاقا من الأهمية المتزايدة التي أصبح المجتمع الدولي يوليها لقضايا البيئة والصحة ولدورها الحيوي في التنمية المستدامة وايمانا من وزارة الدولة لشؤون البيئة بمصر بضرورة العمل من أجل الاهتمام بالصحة والبيئة علي المستويين النظري والعملي ، مشيرا إلي أن مصر تؤكد أهمية ادخال البعد الصحي في دراسات تقييم الأثر البيئي ودراسة أثر الملوثات البيئية علي الصحة. ومن جانبه أكد الدكتور حسن عبد القادر هلال وزير البيئة والغابات والتنمية العمرانية السوداني ، أن العالم يواجه اليوم العديد من التحديات والأزمات البيئية الغير مسبوقة خاصة في مجالي الصحة والبيئة ، لافتا إلي أن هذه الأزمات تشكل تهديدا واضحة لمستقبل ورفاهية البشرية ومختلف أشكال الحياة علي كوكب الأرض. وأكد هلال أن التنمية المستدامة أصبحت ضرورة ملحة داعيا إلي ضرورة التحول نحو الاقتصاد الأخضر وتفعيل الجهود المشتركة لتحقيق التنمية المستدامة والاحزمة الخضراء للدول العربية، خاصة وأن دول المنطقة تستورد 50 بالمائة من الأغذية التي تستهلكها ومن المنتظر أن ترتفع النسبة إلي 64 بالمائة خلال العشرين سنة القادمة.