عقدة الإخوان، «التاريخ».. وعقدة قطر، «التاريخ» والجغرافيا كلاهما يؤرقه «الماضى».. يُنغِّص حاضره..يحاصر مستقبله، إذ لا تفقد الشعوب ذاكرتها فجأة ! ف«قطر»، دولة صنعتها «قناة الجزيرة الفضائية» لا العكس.. خططت لها المخابرات المركزية الأمريكية، وأشرفت عليها – بحسب وثائق ويكيليكس –مخابرات العم سام العسكرية (CIA).
حاكمها «الحالى» استولى على الحكم بانقلاب على والده، أثناء إحدى رحلات الأخير العلاجية.. ففى البدء كانت الخيانة!
أما جماعة «الإخوان»، فتتنفس كذبا، طوال الوقت.. تعشق السلطة، ثم تتخفى وراء الدين.. تتخضب يدها بدماء القتلى، صباح مساء، ولا تخجل من السير بجنائزهم، يقطعها البكاء !
فى غضون عام 2006 بدأ تدشين المكتبة التراثية- تابعة لهيئة متاحف قطر- والتى تترأس مجلس أمنائها الشيخة «المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثانى».
ومع هذا التدشين، بدأ مسلسل شراء كل ما يخص مصر من وثائق ومخطوطات نادرة، فضلا عن بقية الدول العربية، بدعوى تأسيس مكتبة من أهم مكتبات الشرق الأوسط، تفوق مكتبة الإسكندرية!
تحتوى المكتبة، بحسب الكتيب الصادر عنها - الذى حصلت «الفجر» على نسخة منه - على 85 ألف كتاب باللغة العربية والأجنبية يرجع تاريخها إلى أواخر القرن ال 15، مع بدايات اختراع الطباعة، و600 خريطة تاريخية، و2000 مخطوطة نادرة.
ومن بين المعروضات بالمكتبة التراثية بقطر، وتخص مصر- بحسب الكتيب- أعداد من جريدة «الوقائع المصرية» التى أسسها محمد على والى مصر عام 1828 وتعود إلى ثلاثينيات القرن الماضى فى عهد الملك فؤاد، وأعداد مجلة «البعثة» يرجع تاريخها لعام 1947، وهى عبارة عن نشرة ثقافية شهرية يصدرها بيت الكويت فى مصر- بمثابة مقر إقامة الطلبة الكويتيين والبعثة الدبلوماسية وقتها- بالإضافة للعدد الأول من مجلة «أبوللو» فى سبتمبر 1932، التى أسسها الشاعر الراحل أحمد زكى أبو شادى.
ومن ضمن ما يخص تاريخ مصر فى متحف قطر- فى ركن أوائل المطبوعات العربية - كتاب «وصف مصر لأبى الفداء» تقديم جونس ديفيد المطبوع عام 1776م بالدانمارك، وديوان «نزهة النفوس وزينة الطروس» لإسكندر أبكاريوس المطبوع فى مصر عام 1883بالمطبعة الأميرية ببولاق التى أسسها محمد على والى مصر.
وفى ركن الرحالة عن مصر «سلسلة من المغامرات أثناء رحلة حتى البحر الأحمر على سواحل شبه الجزيرة العربية ومصر»، لإيليس إيرون المطبوع فى لندن عام 1780م و«رحلات فى مصر وشبه الجزيرة العربية والأراضى المقدسة» لستيفن أولين المطبوع فى نيويورك عام 1843م و«رحلات فى مصر العليا والوجه البحرى» لسوننى المطبوع فى لندن عام 1800م، وهو كتاب يشتمل على لوحات ورسومات ومخططات توضيحية لمصر القديمة، و«رحلات إدوارد دى مونتول فى مصر» المطبوع فى لندن عام 1821م.
كذلك الطبعة الأولى من كتاب «وصف مصر» المطبوع فى باريس (1809 – 1822م)، حيث تحتفظ بنسخة كاملة منه، بالإضافة لخريطة البحر الأحمر للقنصل الفرنسى فى الإسكندرية دو جلاتينى فى عهد الحملة الفرنسية على مصر، وبعض الكتب النادرة التى تحمل رسوماً لأشهر الفنانين المستشرقين، الذين سجلوا الحياة الاجتماعية فى مصر والشام خلال القرن السابع عشر، وتسجيلهم لآثار البلدان العربية والإسلامية، مثل ديفيد روبرتس، وبريس دافن، ولويس كاساس، وريتشارد تيمبل، وإيتيان دينيه، ومن بين المعروضات بكتيب المتحف لوحة احتفالات قناة السويس عام 1882- لا ندرى إن كانت صورة من كتاب للرسام أم لوحة حقيقية- خلاف ما يخص مصر، تحتفظ مكتبة قطر، بكم هائل من أوائل الكتب العربية المطبوعة فى البلدان العربية منها، أول طبعة للإنجيل فى المطابع العربية عام 1706م، ويوجد بالمكتبة- بحسب الكتيب- أدوات ومعدات نادرة للرحالة والبحارة والمغامرين خلال القرون ال 17 و18 و19 مثل معدات الميكروسكوب والبوصلة وأدوات القياس القديمة التى كانوا يستخدمونها فى رحلاتهم.
أحد المسئولين بمكتبة الإسكندرية كشف ل«الفجر» أن هدف قطر من إنشاء المكتبة التراثية، سحب البساط من تحت أقدام مكتبة الإسكندرية- بديلا لها- باعتبارها نافذة ثقافية وعلمية عالمية لمصر.
وأنه منذ بدء إنشاء المتاحف بها شهدت مصر انتعاش ما وصفه ب«مافيا الوثائق»، التى انتعشت خلال العامين الماضيين منذ اندلاع الثورة، وحالة الفوضى الأمنية، مؤكدا قيام «مكتبة الإسكندرية» بفرض إجراءات أمنية مشددة حول خزائن حفظ «الوثائق» عبر شفرات وأكواد خاصة، لإخفاق أى محاولة لاختراق «المكتبة» والحصول على أى صور ضوئية من هذه الوثائق التى تمثل ذاكرة وتاريخ المصريين، بناء على تعليمات إحدى الجهات السيادية.
من جانبها أشارت الدكتورة فايزة صقر- أستاذ الحضارة المصرية القديمة بجامعة دمنهور- إلى أنه طبقا لقانون الآثار، يدرج تحت بند «أثر» كل من تجاوز عمره 100 عام، بما فيها الوثائق والأرشيفات، بآعتبارها جزءًا من ذاكرة الشعب المصرى، وأى شراء فى هذه الحالة يكون غير قانونى، لأنه فى الأساس يتم عبر مافيا الوثائق والأرشيفات، وغالبا يتم تهريبه للخارج بطرق غير قانونية، وإذا تم التأكد من أن بعض ما يعرض فى المكتبة التراثية بدولة قطر، يندرج ضمن التراث المصرى فعليا، فعلى المسئولين بوزارتى الثقافة والآثار بالتعاون مع وزارة الخارجية المطالبة بعودتها لمصر.
خاتمة قولها: وهو ما أشك فى تنفيذه حاليا، بعد كشف وثائق رسمية أخيرًا تحمل رغبة «قطر» فى تأجير آثار مصر، ومن بينها الأهرامات وأبو الهول، ولا استبعد أن يكون بالمتحف فعليا آثار ووثائق مصرية نادرة «غير معلنة» خشية ملاحقة قطر قضائيا والمطالبة باستعادتها عبر المحاكم الدولية وهيئة اليونسكو.
وقال الشيخ جابر قاسم- وكيل مشيخة الطرق الصوفية بالإسكندرية- إنه عقب اندلاع ثورة 25 يناير وأثناء فترة الانفلات الأمنى، تم هدم نحو 16 مقاما وضريحا لأولياء الله الصالحين بمدينة الإسكندرية وحدها، خلاف باقى المحافظات المصرية، على يد بعض المتشددين دينيا ممن يدعو انتماءهم للدعوة السلفية، كاشفا سرقة محتويات هذه الأضرحة والمقامات وما بها من مخطوطات ثمينة- بعضها يعود للفتح الإسلامى لمصر- بينها منابر مساجد مثل منبر مسجد ومقام العارف بالله سيدى مصطفى ترومان- يعود للعصر العثمانى- والمسجل ضمن كتيب التراث المعمارى للإسكندرية وهيئة اليونسكو، والنصب التأسيسى للمقام والضريح والمكتوب باللغة التركية على لوحة رخامية.
وكشف أحد خبراء الوثائق والأرشيفات ل«الفجر» – طلب عدم ذكر اسمه- مفاجأة من العيار الثقيل، بتأكيده تهريب عدد كبير من الوثائق المصرية الأصلية خلال العامين الماضيين، من بينها وثائق وخرائط تتعلق بحصة مصر التاريخية فى حوض ومنابع النيل، تعود لعهدى الملك السابق فاروق، والرئيس جمال عبدالناصر!
وأكد المصدر، عدم وجود هذه الوثائق، حاليا، لدى وزارة الرى والحكومة المصرية، وأن النسخة الوحيدة الموازية لها فى العالم موجودة فى أرشيف الوثائق البريطانية، بسبب الإهمال وبيعها لتجار الورق القديم والخردة على أنها أوراق دشت، مشددا على اهتمام «القطريين» بشراء الوثائق الأصلية الخاصة بمجموعة الحج المصرى من بدايات القرن الماضى حتى منتصف الستينيات، والخاصة بمراسم خروج المحمل الشريف وكسوة الكعبة المكرمة من مصر للسعودية ومصاريف تكلفتها، بالإضافة لصور «التكية المصرية» والوثائق والأختام التى تحمل شعارها، التى كانت موجودة بالسعودية ومملوكة لمصر منذ عهد محمد على وتم بيعها للحكومة السعودية فى عهد الرئيس المخلوع مبارك!