لم يعد الصمت ممكناً عما يحدث من هذه الجماهير التى خرجت على كل القواعد والأصول ووصل بها التبجح إلى حد حرق مبنى الاتحاد المصرى لكرة القدم، والذى هو رمز الرياضة المصرية، ورمز لتاريخ كبير فى كرة القدم فى مصر لن يمكن لأحد أبداً أن يسترده مرة أخرى فالحريق الذى أضرمه المجرمون فى مبنى اتحاد الكرة أتى على ذاكرة الكرة المصرية فقد حرقت كل محاضر مجالس إدارات اتحاد الكرة منذ إنشائه عام 1921 وحرقت كل العقود والبيانات وأوراق التسجيل للكرة المصرية منذ بدء رياضة كرة القدم فى مصر رسمياً عام 1928، وحتى السيديهات وأجهزة الكمبيوتر والتى كان من الممكن أن تعوض بعضاً ما فقدناه أتلفها المعتدون والمخربون والغريب أن الحريق جرى جهاراً نهاراً وبعد أن هددوا وتوعدوا عبر صفحاتهم بل وعلى الهواء مباشرة فى بعض البرامج وبالفعل نفذوا تهديدهم ووعدهم وحرقوا اتحاد الكرة وحرقوا نادى الشرطة وسط غيبة كاملة لرجال الأمن ووسط تراخ واضح لكل المسئولين دون سبب واضح أو مفهوم حتى الآن والغريب أن فى تحقيقات النيابة هرب الجميع ولم يتهم أحد بالمسئولية عن الحريق وكأنها إشارة واضحة للشغب والحرق والسلب والنهب أو أنه الرعب الذى سكن فى قلوب المصريين رغم أن الآمال كانت معقودة على الشباب للتحرر من الخوف والرعب الذى سكن النفوس لسنوات طويلة ولكن يبدو أن الداء قد سكن النفوس ولن يتركها، وأزعم أن الخوف من الحاكم هو الأقل وطأة من الخوف من المواطن العادى ومازاد الأمر قلقاً ورعباً ما صرح به المدير الفنى للنائب العام من منح الضبطية القضائية لرجل الشارع العادى وهو ما سيتيح للبعض أن يتصور ما حدث خطأ ويسمح لنفسه بأن يشكل ميليشيات تأمر وتنهى وتفرض أحكامها وقوانينها على البلاد مما سيجعلنا نتعرض لأكبر قدر من الفوضى فى الأيام القادمة ولن يصبح اتحاد الكرة أو نادى الشرطة فقط ضحية الحريق بل ستمتد الحرائق لتشتعل فى كل مكان من أنحاء الوطن وسلم يا رب!! ■ ■ ■
وقع ما حذرت منه برادلى فى المقال السابق وخسر بالثلاثة فى قطر وأضاع بهجة فوز جميل حققه من قبل على المنتخب القطرى وأسعد به الجالية المصرية والتى باتت يومها ليلة سعيدة وجميلة كنت أنا شاهداً عليها ولكن صمم اتحاد الكرة وبرادلى على إفساد ما حققوه فذهبوا من جديد إلى هناك لينكدوا على الجالية المصرية الكبيرة التى تعيش فى قطر بل وعلى المصريين جميعاً بصرف النظر عن أن المباراة ليست محتسبة دولياً أو فريقنا كان دون قوامه الأساسى ولكن ما قرأناه فى الصحف والمجلات والقنوات عشية المباراة يؤكد لنا أن اسم مصر دائماً له مذاق وطعم خاص لذلك فالفوز عليه حتى وإن كان فى تقسيمة يحمل طابعاً خاصاً لأى فريق فما بالك لو كان أحد المنتخبات العربية والتى كانت دائماً وأبداً تنظر إلى الكرة المصرية بأنها الأساسى، فى بناء وتأسيس الكرة فى العالم العربى أجمع لذلك أنصح برادلى ومعاونيه بأن يسترجلوا فى الفترة المقبلة وأن يحكموا قبضتهم على الفريق وألا يفكروا إلا فى المرحلة القادمة وتصفيات كأس العالم خصوصاً أن أمامهم مباراتين لو فاز فيهما المنتخب لضمن صدارة المجموعة والاستعداد للمباراة النهائية التى ستحدد الفريق الذى سيتأهل لكأس العالم وهو الحلم والأمل للمصريين جميعاً فى الأيام الصعبة التى تعيشها مصر الآن.