اشتدت أزمة نقص الوقود فى شتى محافظات الجمهورية وسجل شهر مارس أعلى نسبة احتجاجات وقطع طرق بسبب نقص السولار ، والحال فى محافظة الأقصر لايختلف كثيراً بالرغم من كونها محافظة سياحية إلا أن الأزمة تحاصر السائقين والفلاحين والمواطنين بكافة فئاتهم ، مما أدى إلى اختناق الشوارع المتواجد بها محطات للوقود بسبب امتداد طوابير السيارات لأمتار متعددة ولساعات طويلة. وقام سائقو السرفيس منذ عدة أيام بقطع الطريق وذلك بوضع سياراتهم بعرض الطريق أمام 10 قرى بمركزى اسنا وأرمنت جنوبى الأقصر احتجاجاً على نقص السولار ، وداخل الأقصر قام سائقى السرفيس بقطع الطريق بميدان صلاح الدين ، مما أسفر عن شلل حركة المرور وتكدس السيارات بشارعى التليفزيون والمنشية.
ورصدت بوابة "الفجر" آراء مواطنى الأقصر فى الأزمة وأسبابها وكيفية ايجاد الحلول المناسبة لها.
وقال "ابو الوفا محمود" انه ظل لعدة ساعات منتظراً أمام احدى محطات الوقود علي طريق مطار الاقصر الدولى أملاً فى الحصول على السولار لدرجة انه من كثرة الانتظار طاله النعاس فاستلقى فى الطريق تحت ظل احدى الأشجار وراح يغط في سبات عميق حتي يأتى دوره في تعبئة سيارته في ظل طابور امتد طوله لعشرات الامتار .
ويروى "الصادق فهمى" سائق ميكروباص مأساته المتكررة مع محطات الوقود ، حيث انه يعمل صباحاً حتى الساعة السادسة مساء ثم يتجه لمحطة البنزين ويقف فى الطابور وعندما يأتيه الدور يجد هجوم من أصحاب الموتوسيكلات الذين يحملون الجراكن لتعبئتها ، موضحاً أن مصدر رزقه أصبح فى مهب الريح.
ويوضح "سعدى محمد" صاحب سيارة ، أن سبب الأزمة من وجهة نظره قيام أصحاب محطات البنزين بإغلاقها فى وجه المواطنين ، وبيع البنزين والسولار فى السوق السوداء بضعف الثمن مستغلين ضعف الرقابة على الأسواق.
وأشار "فوزى السيد" سائق تاكسى ، إلى عدم توفر بنزين 80 وفى حالة تواجده تكون الاشتباكات على أشدها والبقاء للأقوى – على حد قوله – مما يضطره إلى شراء بنزين 90 الذى أصبح هو الآخر غير متوافر ، ويلجأ أخيراً إلى بنزين 92 مما يكبده خسائر فادحة لطول مدة الأزمة.
وقال "بدوى حسين" سائق نقل ثقيل ، أن أزمة نقص السولار تسببت فى طرد العديد من السائقين من عملهم وقطع رزقهم ، وذلك بسبب قلة عدد مرات نقل الحمولات.
وتستنكر "هدى السيد" موظفة ، ماتقوم به محطات الوقود من وضع حواجز بلاستيكية أمام منطقة دخول السيارات واغلاق المحطة ، للإيحاء للمواطنين بعدم وجود بنزين وسولار.
ويرى "محمد جابر" سائق ميكروباص ، أن نقص السولار وعدم توافره بالأسواق يرجع إلى بيعه وتهريبه إلى غزة ، مضيفاً نحن الأولى بمصادر طاقتنا ويجب أن نكفى احتياجات المواطنين أولاً ثم نفكر فى مساعدة شعوب أخرى.
ويقول "خالد ناصر" مزارع ، اننا نعتمد على السولار بصورة أساسية فى الرى بعد ردم الترع ، حيث تحولت القرى لنظام الرى "الارتوازى" والذى يعتمد على الماكينات التى تدار بالسولار ، وبالتلى فإن نقص السولار يضر بالمحصول ويقلل من انتاجية الأرض.
ويقول "هشام فتحى" موظف ، أن جركن السولار سعة 20 لتراً يباع فى السوق السوداء ب 60 جنيهاً أى أضعاف ثمنه .
وعلى صعيد آخر ، أعلن "رشدى عرنوط" نقيب الفلاحين بمحافظة الأقصر ، انه تم الاتفاق مع الدكتور "عزت سعد" محافظ الأقصر ، لتوفير 4 محطات وقود مخصصة لصرف السولار لمزارعى القصب ومنها محطة فى كلا من مركز أرمنت ، ومركز اسنا ، ومحطة فى الزينية ، وقرية البغدادى.
وأضاف "عرنوط" انه سيتم توزيع السولار على الفلاحين بموجب كوبونات تحت اشراف مديرية التموين بالمحافظة.