شهد عدد من المحافظات أمس, حالة من الارتباك بالتزامن مع نقص البنزين والسولار بمحطات الوقود ورواج بيعهما بالسوق السوداء بأضعاف أثمانها الحقيقية. ففي الدقهلية, أصيب ثمانية مواطنين بجروح إثر وقوع إشتباكات في الطوابير التي امتدت لعشرات الأمتار أمام محطات الوقود للحصول علي البنزين, وانتشرت ظاهرة إصطحاب الجراكن مع المواطنين الذين اصطفوا في طابور مواز لطابور السيارات, فيما رفعت بعض المحطات لافتة عفوا لا يوجد بنزين. وشهدت محافظة سوهاج أمس عددا من الوقفات الاحتجاجية نظرا لنقص البنزين والسولار والبوتاجاز, حيث قام أهالي جزيرة شندويل بقطع الطريق الزراعي السريع إحتجاجا علي عدم توفر إسطوانات البوتاجاز. ثم قام سائقو الأجرة والمقطورات بقطع الطريق الشرقي أمام مدينة أخميم إحتجاجا علي عدم توفر البنزين بمحطات الوقود, حيث قاموا باشعال إطارات السيارات وإمتنعوا عن تحميل الركاب إحتجاجا علي عدم توفر السولار. فيما قام سائقو التاكسي بقطع كوبري أخميم احتجاجا علي عدم توفر البنزين, حيث أدت تلك الاحتجاجات إلي إصابة حركة مرور المحافظة بالشلل التام. ونظم طلاب وطالبات المعاهد بحي الكوثر مسيرة من ميدان الثقافة حتي ديوان المحافظة وقطعوا الطريق إحتجاجا علي عدم توافر سيارات الأجرة لنقلهم إلي كلياتهم ومعاهدهم, واستغلال بعض السائقين لتلك الأزمة في رفع تعريفة الأجرة من جنيه ونصف إلي5 جنيهات, فيما قطع سائقوا وأهالي أولاد يحيي بدار السلام الطريق إحتجاجا علي عدم توفر السولار والبوتاجاز. وفي محافظة بني سويف, رصدت الأهرام المسائي حالة الشلل التام التي أصيبت بها المحافظة بسبب نقص الوقود, حيث أصبحت سيارات الإسعاف غير قادرة علي نقل المرضي, وأصبح الفلاحون غير قادرين علي ري أراضيهم بسبب توقف ماكينات رفع المياه التي تعمل بالسولار. كما سادت حالة من الشلل المروري بالشوارع الرئيسية بالمحافظة بسبب طوابير السيارات وسيارات السرفيس لمسافة أكثر من5 كيلومترات في إنتظار قدوم الوقود, مما إضطرت معه معظم السيارات للسير عكس الاتجاه والخوض في الشوارع الجانبية. وقال أحمد شحاتة موظف بمرفق الإسعاف إن أصحاب محطات الوقود يرفضون تزويد سيارات الإسعاف بعيدا عن الطوابير مما يؤثر علي إسعاف المرضي, وأنهم قاموا بابلاغ المسئولين أكثر من مرة بتلك الأزمة وتم تخصيص إحدي محطات الوقود شرق النيل لتزويدهم بالوقود إلا أن المحطة رفضت أيضا, وهذا أدي إلي توقف العديد من سيارات الإسعاف عن العمل. وأكد أحمد سائق ميكروباص بمركز ببا وهو يبكي, أنه يترك سيارته هو وزملاؤه أمام محطة الوقود لمدة تزيد علي اليومين ويقومون بالمبيت في الشارع للحصول علي الوقود قائلا: أنا مش عارف اطعم عيالي. كما إنتشر بائعو السوق السوداء بالمحافظة والذين يحصلون علي الوقود من محطات الوقود دون أن يمنعهم أحد من ذلك, ليقوموا ببيعها بعد ذلك بضعف الثمن. من جهته قال ممدوح غندور مدير مديرية التموين والتجارة الداخلية ببني سويف ان المحافظة تحتاج إلي250 طنا يوميا من البنزين بأنواعه الثلاثة, ومثلها من السولار, وأن نسبة العجز في الحصص المقررة من البنزين, وصلت من30% إلي50% خلال الأيام العشرة الماضية, أما السولار فوصلت نسبة العجز في حصصه إلي80% من قبل الشركات التي تقوم بمد المحافظة بحصص الوقود, وأن المديرية تقوم يوميا بارسال فاكسات إلي وزارة التموين والهيئة العامة للبترول لاحاطتهم بالأزمة. فيما اختفي البنزين80 و90 و92 من جميع محطات تموين السيارات بمحافظة دمياط وصار الضغط فقط علي السولار مع قلة المعروض منه وظهرت طوابير السيارات علي المحطات الموجودة بها السولار مرة أخري, وعاد التشاحن من جديد بين السائقين وعمال المحطات بسبب بيع السولار في الجراكن لسيارات المتاجرين به في السوق السوداء, وعادت لافتات لا يوجد بنزين تظهر في أغلب المحطات مرة أخري. ويعلل مصدر بالتموين أن السبب في الأزمة يعود إلي نقص الوارد من المواد البترولية عن الكميات المقررة, مما يؤدي إلي زحام عند ورود سيارات البنزين, وتوقف وغلق هذه المحطات بعد انتهاء الكمية الواردة لها بسرعة, في الوقت الذي تمكن فيه رجال مباحث التموين بدمياط من ضبط1012 لتر بنزين80 تم تجميعها لتهريبها خارج دمياط, حيث جاء سائق من شربين دقهلية لتجميع البنزين80 وتهريبه لبيعه هناك في السوق السوداء فتمكن رجال مباحث التموين من ضبط السيارة التي يقودها رقم45806 نقل دقهلية قيادة السيد الزكي عبده الشاذلي53 سنة سائق ومقيم بناحية عزبة السلخانة مركز شربين دقهلية ومحملة بعدد46 جركن بنزين80 باجمالي عدد1012 لتر وذلك أثناء وجودها باحدي محطات تموين السيارات بمركز كفر البطيخ وبسؤال السائق قرر أنه قام بتجميع تلك المواد البترولية المضبوطة من محطة التموين, وذلك لاعادة بيعها بالسوق السوداء.