مشاكل وأزمات متلاحقة عانى منها المستشفى العام بالإسماعيلية، فكثيراً مايقوم الأطباء بالإضراب احتجاجاً على عدم توافر الأمن بالمستشفى، وقيام مرافقى المرضى بالتعدى على أطقم الأطباء والمرضى، إضافة لإتهامات من المرضى وأقاربهم بإهمال الأطباء، وسوء الخدمات المقدمة لهم.
"بوابة الفجر" التقت أحد الأطباء العاملين بالمستشفى رفض ذكر اسمه أو التصوير معه لمعرفة أوجه القصور بالمستشفى، وما ينقصهم لتقديم خدمات مناسبة، تُرضى المرضى وتُرضى ضمائرهم.
فى البداية تحدث الطبيب عن واقعة الإضراب عن العمل، والتى كانت منذ يومين لقيام احد ضباط القوات والمسلحة وفقاً لروايته بالتعدى على طبيب نساء وتوليد بالمستشفى، شاهراً سلاحه الميرى فى وجه الضابط، وهو ما أدى بقوات الجيش المُكلفة بتأمين المستشفى بالإنسحاب من المستشفى والتهديد علانية بالقول" خلى الناس تربيكم واحموا نفسكم "، وهو ما أدى للإضراب، حيث يرى عدد من الأطباء ضرورة الإضراب بينما يرى البعض الآخر ضرورة استمرار العمل.
وأضاف الطبيب أن المستشفى تعانى حالياً من غياب الأمن وأصبحت مرتعاً للمجرمين والسارقين والقتلة، حيث أن كافة المشاجرات داخل المستشفى تتم بإستخدام "المقاريط والسنج والمطاوى"، مما يُسبب كمية رعب فوق الوصف لكافة الأطقم العاملة بالمستشفى.
ولخص الطبيب مشاكل القطاع الصحى عامة بقصور فى " الأمن - المنظومة الصحية - التعليم - فساد وزارة الصحة والمستشارين" ، مؤكداً غياب التواجد الأمنى الفاعل بالمستشفى، مما يؤدى لوقوع مشاجرات بين الأطباء وأهالى المرضى، نتيجة لوجود نقص فى الأدوية والمستلزمات الطبية، مما يضطرنا لطلب شراءها من خارج المستشفى، وهو ما يفسره أهالى المرضى على أنه تقصير من الأطباء، إضافة لأسرة المرضى التى وصفها ب"الحقيرة".
وأكد الطبيب على أن المستفيد الأكبر من تكرار الإضراب بالمستشفى، وسوء حالة المستشفيات الحكومية، هم كبار الأطباء، لإستفادتهم من ذلك بعمل مستشفياتهم ومراكزهم الخاصة، متحدثاً عن رواتب الأطباء وأطقم التمريض، مؤكداً حصول الطبيب على خمسة جنيهات خلال النوبتجية 12 ساعة، بينما تصل أطقم التمريض على 3 جنيها لنفس المدة، وحصول الطبيب على 40 جنيه خلال الشيفت، مقابل 14 جنيه للتمريض.
وتحدث الطبيب عن عدم وجود برامج تعليمية للأطباء، سوى درجة الماجستير والبالغ رسوم التسجيل للحصول عليها مبلغ 2000 جنيه، إضافة للمعاملة السيئة من أساتذة الجامعة، وتعاليهم على أطباء وزارة الصحة، لافتاً لحصول الطبيب المبتدىء فى المملكة العربية السعودية على 10 آلاف ريال سعودى شهرياً، مقابل 20 ألف ريال للطبيب الحاصل على درجة الماجستير، و40 ألف ريال للطبيب الحاصل على 45 ألف ريال.
وأضاف الطبيب أن نسبة ال3% المخصصة للصرف على القطاع الصحى غير كافية، لتوفير خدمات طبية مناسبة للمواطن، مشيراً لوجود تقصير من بعض الأطباء، ولكنه ناتج عن سوء الأمن داخل المستشفى، ونقص الإمكانيات المتاحة، وعدم توافر الصيانة الدورية للأجهزة الطبية بالمستشفى، ملمحاً لسوء إدارة مدير المستشفى، وحصوله على مبالغ من كافة المشاريع، كالتأمين الصحى، ونفقة الدولة، مشروع الكلى، ومشروع أطفال الأنابيب، ولكن ذلك لا يمنع من التأكيد على وجود تقصير وإهمال من جانب الدولة فى الصرف والإهتمام بالقطاع الصحى.
هذه بعض المشاكل التى قمنا برصدها، ونؤكد مواصلتنا لفتح ملف المنظومة الصحية بالإسماعيلية، حتى نتمكن من رؤية مستشفيتنا الحكومية تُقدم خدماتها للمواطنين بالصورة اللائقة.