صرحت الناشطة الفرنسية في منظمة "فيمن" النسوية جوليا جافال لفرانس 24 بأن منظمتها ستفتح فرعا لها في تونس وأنها بدأت استنادا للمعلومات التي وفرتها شبكتها الخاصة هناك، النظر في طرق التعامل مع الأوضاع لحماية المرأة التونسية من أي قمع قد يحد من حرياتها.
جوليا جافال في 25 من العمر، مصورة وناشطة في الجمعية النسوية "فيمن" انخرطت في الفرع الفرنسي للجمعية منذ تأسيسه في سبتمبر/أيلول 2012. تحدثت لفرانس 24 عن عملية اقتحام كاتدرائية نوتردام في باريس بعد إعلان استقالة البابا بنديكتوس السادس عشر وكذلك عن تظاهرة "أثق في المثلي" المستوحاة من عبارة "أثق في الله " لدعم زواج المثليين
.نتحرك وفق الأحداث المحلية والدولية
تقول جوليا إن أنشطة الجمعية ترتبط أساسا بالأحداث حيث تستغل الجمعية الأحداث المحلية والعالمية لإطلاق أنشطتها للدفاع عن المرأة وحقوقها وتضيف "نحن لا نبحث عن العطف والشفقة ولا عن دعم الأنظمة الحاكمة لذلك نلقي الضوء على المشاكل التي تواجهها المرأة بطريقتنا الخاصة، واخترنا أن نظهر التجاوزات التي يتعرض لها النساء من قبل المتدينين من الديانة المسيحية الكاثوليكية رغم الصورة التي تحاول هذه الديانة تسويقها كديانة متحضرة تقبل الاختلاف.
إلا أن المشادات التي وقعت بين ناشطات جمعيتنا وعناصر الأمن في كاتدرائية نوتردام وعدد من المؤمنين في الكاتدرائية تظهر أن هذه الديانة ليست بمثل هذا القدر من التسامح التي تدعيه . لذلك اخترنا نزع القناع عن هذه الديانة وإظهار وجهها الحقيقي لمن يجهله وإظهار أن التآخي المسيحي الذي تدّعيه متاح فقط لمن يطبق تعاليم هذه الديانة.. كما أؤكد على أننا جمعية مناهضة لكل الديانات وليس فقط المسيحية، لكن المسيحيين كانوا أكثر حرصا على إبراز معاداتهم للمثلية الجنسية ومشروع زواج المثليين، وقام بعضهم بإقامة قداس أمام الجمعية العامة واقتحموا استديوهاتنا التلفزيونية لذلك كان من الضروري أن نأخذ بثأرنا وننظم هذه العملية في كاتدرائيتهم التاريخية. "نحن لا نقوم بالاستفزاز بل نستفز للحصول على ردود فعل"
الديانات الثلاث تحتقر المرأة وتعتبرها عورة
تضيف جوليا "جسد المرأة تعتبره الديانات السماوية الثلاث عورة ومصدرا للفساد والرذيلة لذلك تحاول إخفاء جسدها وإقصائها، التعاطي الإعلامي مع الكنيسة وقرار البابا التنحي تناوله الإعلام على نطاق واسع لكنه تجاهل تعامل الكنيسة الكاثوليكية المحتقر للمرأة وحرمانها من شغل منصب بابا مثلا.نستغل الإنترنت للتعريف بمبادئ جمعيتنا من خلال الصفحة الرسمية على فيس بوك أو على الموقع الإلكتروني لتحقيق المزيد من الانتشار والتسويق لأنشطتنا على الصعيدين المحلي والعالمي. نحن من يكتب النصوص والبيانات الصحافية وننشر على هذين الموقعين صورنا الخاصة، تلقينا عددا كبيرا من التهديدات عبر الهاتف وكذلك بصفة مباشرة تهديدات بالقتل وبالاغتصاب إلا أننا تعودنا على ذلك. وغياب هذه التهديدات يشكل حدثا وليس العكس.
إينا شافشنكو الناشطة الأوكرانية ومؤسسة الفرع الفرنسي قالت لفرانس 24 إن الجمعية تلقت أمس "زيارة" من عناصر حليقي الرؤوس يشتبه في كونهم من اليمين المتطرف حلوا بمقر الجمعية في مسرح "لافوار مودارن" في الدائرة 18 في باريس وعنفوا مالك المسرح وأشبعوه ركلا وضربا.
تقول جوليا الناشطة في فيمن لفرانس 24 إضافة للفرع المصري لجمعية "فيمن" والذي تسهر عليه الناشطة المصرية علياء المهدي، فإن للجمعية فروعا في البرازيل وألمانيا وأوكرانيا، مهد هذه الجمعية وقريبا سيتم فتح فرع في تونس حيث أن للجمعية شبكة من العلاقات هناك، وستأخذ أنشطة "فيمن" هناك في الاعتبار استحقاقات المرأة التونسية ورهاناتها بالنظر إلى الأوضاع التي تمر بها البلاد. وعلى ضوء الحوار الذي انطلقنا في ربطه مع شبكة علاقاتنا هناك سيتم تحديد نوع الدعم الذي سيمكن فيمن من تقديم المساندة اللازمة لتخليص المرأة من القمع الذي قد يمارس ضدها.
وتؤكد جوليا جافال أن مشروع "فيمن" في تونس هو مشروع نحرص كثيرا على تحقيقه بعد الثورات العربية، وخاصة بعد الحملة التي قمنا بها والمتعلقة بالقمع الذي تتعرض إليه النساء العربيات إجمالا، "فيمن" بصدد الإشعاع عالميا وتونس من بين الدول التي تسترعي اهتمامنا وسنحاول التأقلم في كل بلد مع خصوصياته الثفافية في أنشطتنا وإضافاتنا. أنشطتنا ذات بعد عالمي ..في فرنسا قدمنا دعمنا للنساء في قضايا اغتصاب جماعي، تظاهرنا في بروكسل، وكذلك أطلقنا عملية "أس أو أس دافوس" في الفاتيكان.. تظاهرنا أيضا ضد كاتالوج ايكيا في السعودية بعد حذف صور النساء منه.. حالما نجد موضوعا يهدد حقوق المرأة نلقي بكل ثقلنا للدفاع عنها. فيمن تدافع عن مبادئ عالمية في دفاعها عن المرأة، ولا مجال لحصرها في دولة ما أو منطقة ما.
ناشطة أخرى تدعى فاني قالت أن ما تقوم به جمعية "فيمن" ثبتت جداوه فوريا ولا أدل على ذلك من التداعيات الإعلامية لكل تحركاتنا إيجابية كانت أو سلبية.