شهدت دورة المجلس التنفيذي للأمم المتحدة التي عقدت مؤخرا في نيويورك إطلاق وتوزيع مجلة برنامج الأممالمتحدة الإنمائي "دعوة للتنمية". وقد ظهرت في المجلد الثاني من المجلة نتيجة مسابقة برنامج الأممالمتحدة الإنمائي السنوية والتى شملت ثلاث قصص نجاح فائزة من منطقة الدول العربية بحسب إختيار لجنة تحكيم دولية.
وقد تبلورت جهود برنامج الأممالمتحدة الإنمائي بمصر لتسليط الضوء على الآثار الإيجابية لعمل البرنامج نيابة عن شعب مصر في قصة من مشروع مكافحة الأمية وبناء المهارات لدى النساء في سيوة, وقد سلمت مدير برنامج الأممالمتحدة الإنمائى "هيلين كلارك" نسخة مؤطرة من القصة الفائزة لنائب الممثل الدائم لمصر لدى الأممالمتحدة فى حفل صغير على هامش دورة المجلس التنفيذى .
كما أعربت سيما بحوث، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمدير المساعد والمدير الإقليمي لمكتب الدول العربية لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي عن سعادتها لهذا العرض البارز لنتائج التنمية في مصر.
وتحكى قصة النجاح المصرية والتى تحمل عنوان "ملائمة التكنولوجيا لتلبية الاحتياجات المحلية" حكاية امرأة بسيطة من سيوة تدعى فاطمة إبراهيم وهى أم لستة أطفال كانت تعانى من الأمية طوال حياتها. وجاءت نقطة التحول فى حياتها حين ابتكر برنامج الأممالمتحدة الإنمائي وشركائه اختراعاً قام بتطوير الطبلية التقليدية بوضع جهاز حاسب آلى بداخلها مما حول تلك الطاولة المستديرة المنخفضة التى تستخدم عادة فى الطعام إلى ما يسمى بالطابليوتر. ويتميز هذا الاختراع الذى يستمد اسمه من الطبلية والكمبيوتر بأنه مريح ويمكن طيه وتحريكه بسهولة كما يسمح بخدمة ما يصل إلى أربعة مستخدمين مستقلين فى ذات الوقت. وقد كانت فاطمة إبراهيم من ضمن المجموعة الأولى من النساء اللاتى قمن باستكمال برنامج محو الأمية على جهاز الطابليوتر.
ولم تتوقف فاطمة عند تعلم القراءة والكتابة بل أصرت على الانضمام إلى برنامج التدريب على تنمية مهارات ادارة الأعمال ونجحت في نهاية المطاف فى القيام بفتح مشروع أعمال خياطة خاص بها. وهذا المشروع لم يساعدها فقط على كسب المال ولكن خلق فرص عمل للجيرانها أيضا. و تكرس فاطمة الآن حياتها لمساعدة النساء الأخريات في قريتها للتغلب على محو الأمية.
بالإضافة إلى تعليم 8800 من النساء القراءة والكتابة، يستعد برنامج الأممالمتحدة الإنمائي وشركائه لتكرار هذه التجربة عبر خمسة واحات في جمهورية مصر العربية. وقد قالت أنيتا نيرودى منسق الأممالمتحدة المقيم والممثل المقيم لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي في مصر أن هذه القصة خير دليل على قوة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات حين يتم تسخيرها لتلبية احتياجات التنمية للفقراء والفئات الأكثر استضعافاً.