اتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اليوم الأحد عائلة رئيس البرلمان بالفساد ليحول بذلك التنافس القائم منذ فترة طويلة بين اثنين من أقوى الشخصيات في إيران إلى خصومة مباشرة قبل أشهر من الانتخابات. جاء الاتهام خلال كلمة ألقاها نجاد أمام البرلمان للدفاع عن وزير يواجه العزل وعرض على المشرعين تسجيلا لمحادثة مع شقيق رئيس البرلمان قال: إنها تثبت ضلوع العائلة كلها في الفساد.
ورئيس البرلمان علي لاريجاني هو المرشح الأبرز لخلافة أحمدي نجاد في انتخابات يونيو، لكن ظهور فضيحة فساد مالي قد تؤثر على موقفه بين ناخبين يواجهون صعوبات في ظل اقتصاد يعاني من عقوبات اقتصادية غربية.
واتسم البرلمان الإيراني تحت قيادة لاريجاني بالعداء لأحمدي نجاد معظم فترات ولايته الثانية ومدتها أربعة أعوام، ووافق البرلمان على عزل وزير العمل عبد الرضا شيخ الإسلام بسبب قراره بتعيين سعيد مرتضوي الذي كان مدعيا عاما سابقا ومتهما بأن له صلات بقتل سجناء في وظيفة جديدة.
وعرض أحمدي نجاد ما قال: إنه تسجيل لمحادثة جرت بين مرتضوي وفاضل لاريجاني شقيق رئيس البرلمان تثبت أن العائلة استغلت شهرة الأخوة لاريجاني الخمسة لتحقيق مكاسب اقتصادية. لكن التسجيل لم يكن مسموعا في القاعة فقرأ ما قال إنه تلخيص للمكالمة.
وقال: إن فاضل لاريجاني لمح في اجتماع مع مرتضوي إلى أنه يمكنه استخدام نفوذ أشقائه في إزالة عقبات أمام شركات خاصة مقابل المشاركة في مشروعاتهم.
ونقلت وكالة انباء الطلبة عن أحمدي نجاد قوله "هذا صوت وصورة والشريط واضح. إذا رأى رئيس البرلمان المحترم ذلك ملائما يمكننا أن نسلمكم 24 إلى 25 ساعة (من التسجيلات)." ورد لاريجاني على اتهامات أحمدي نجاد قائلا: إن اتهامات الرئيس لا علاقة لها بالاتهام لشيخ الإسلام ونفى الاتهامات بالفساد. وقال لاريجاني "مشكلتنا أن رئيسنا لا يراعي السلوك الأساسي اللائق. لماذا تناقش هذا الأمر هنا؟" وواصل لاريجاني كلامه قائلا "في الحقيقة هذا أمر جيد ... أنك عرضت هذا الشريط اليوم حتى يفهم الناس شخصيتك بشكل أفضل."
وفي هذه اللحظة ضجت قاعة البرلمان بعبارات السخرية. ثم طلب أحمدي نجاد الكلمة مرة أخرى وهو الطلب الذي رفضه لاريجاني فغادر أحمدي نجاد القاعة وخسر في التصويت الذي أجري على عزل وزير العمل. وقال فاضل لاريجاني لوكالة أنباء فارس: إنه سيرفع دعوى قانونية ضد أحمدي نجاد ومرتضوي "لنشرهما أكاذيب وتشويشا للرأي العام". وكبير القضاة في إيران هو صادق لاريجاني شقيق فاضل وعلي.
وقال فاضل لاريجاني لوكالة فارس "كانت هذه خطوة تآمرية وإجراء ريائي اتخذ حتى يستطيع مرتضوي استغلاله كميزة." وتابع "لست أول شخص يتعرض للهجوم من قبل هؤلاء الأفراد الذين يشبهون المافيا."وقال فاضل لاريجاني لوكالة أنباء مهر: إنه سيعقد مؤتمرا صحفيا غدا الاثنين لدحض الاتهامات.
وتحت ضغوط متزايدة من فصائل محافظة منافسة لا سيما الهيئة القضائية والبرلمان اللذين يديرهما لاريجاني وشقيقه صادق لمح أحمدي نجاد عدة مرات خلال الشهور الماضية إلى أنه يملك أدلة على وجود فساد في إيران بين مسئولين رفيعي المستوى لكنه لم يقدم حتى الآن أي أدلة محددة.
ويتهم منتقدوه في البرلمان الذي يهيمن عليه المحافظون الحكومة بانتهاج سياسات زادت من المشكلات الاقتصادية الناجمة عن العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة وأوروبا بسبب البرنامج النووي الإيراني.
وفي نوفمبر تخلى البرلمان عن خطط لاستدعاء أحمدي نجاد للاستجواب بعد أن طالب الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بمزيد من الوحدة بين المسئولين. وسبق أن استدعى البرلمان الرئيس للاستجواب.