أقام معرض القاهرة الدولى للكتاب ندوة حول الأوضاع الحالية للسينما وقد جاءت الندوة تحت عنوان "السينما الآن" . تحدثت الناقدة والكاتبة ماجدة موريس قائلة أن السينما تمر بمأزق شديد، فقد أنتجت في أخر عام 2012 ما يقرب من 28 فيلم ومعظمها لم يعرض على الجمهور، وقد تم إختيار أهم الأفلام لكي تدخل المهرجانات الدولية، مشيرة إلى أن معظم الأفلام المصرية التي أنتجتها السينما ودخلت المهرجانات منذ خمس سنوات لم تعرض على الجمهور .
وأضافت موريس إن هناك 4 أفلام من ال 28 فيلم حصلت على جوائز ولم تعرض بعد على الجمهور المصري، منها فيلم "الخروج للنهار" للمخرجة هالة لطفي وقد حصل على جوائز من مهرجان قرطاج، ومهرجان أبو ظبي، وجائزة "الوهر الذهبي" لأفضل فيلم طويل في ختام فعاليات الدورة السادسة لمهرجان وهران للفيلم العربي.
أما الفيلم الثاني فكان فيلم "عشم" للمخرجة ماجي مرجان وحصد على جائزة من مهرجان الدوحة، كما حصد الفيلم الثالث "هرج ومرج" للمخرجة نادين خان، جائزة من مهرجان دبي، أما الفيلم الرابع "الشتا اللي فات" للمخرج إبراهيم البطوط، ومن أبطاله عمرو واكد وفرح يوسف فقد حصل على جائزة النقاد وإشادة خاصة من لجنة التحكيم في مهرجان مونبليه السينمائي الدولي ال34 المقام في فرنسا، كما اختاره مهرجان فنيسيا السينمائي الدولي والذي يعد من أكبر ثلاثة مهرجانات سينمائية في العالم لعرضه ضمن مسابقة أفاق.
وأستكملت حديثها قائلة إن هذه الأفلام مهمة حتى إذا كنا لم نراها، وفيها ما يجب أن نراه، حيث تضمن اشتباك ما بين الفكر والفن، ربما لا نراها هذا العام أيضا .
وأوضحت ماجدة موريس أن هناك عدد من الأفلام التي تنتج سنويا في السينما لا يراها الجمهور، وذلك لعدة أسباب، منها قلة الإنتاج حيث أن إنتاج 28 فيلم في السنة عدد غير كافي، كما أن دور العرض لا ترحب بها لأنها لن تأتي بأموال، كما أن بعض القائمين على دور العرض يؤكدون أن الجمهور لن يتقبل هذه النوعية من الأفلام وكأن الجمهور يتذوق الفن بنفس الطريقة فليس هناك ثقة في أنه جمهور متنوع .
وأرجعت موريس قلة الإنتاج السينمائي، إلى قلة الدعم للسينما من الدولة والمنتجين والموزعين، مشيره إلى أنه قديما كان في مؤسسة للسينما المصرية تتبع الدولة في الستينات وتم إلغائها في عهد السادات.
وأشارت إلى أن المخرج الراحل يوسف شاهين كان يبحث عن تمويل خارجي لأفلامه سواء من صندوق المنظمة الفرنسية أو منظمة مهرجان قرطاج، و كان يقال عليه أنه يأخذ جزء من وجهات نظره من الجهات التي تمول أفلامه، موضحه أن هناك جيل من السينمائيين الآن يتعلق بالحصول على تمويل من صندوق مهرجان أبو ظبي والدوحة ليحققوا أحلامهم في إخراج أفلام روائية طويلة. ولفتت إلى أن فيلم "الخروج للنهار" للمخرجة هالة لطفي وهي خريجة دفعة 99 وكانت الأولى على دفعتها، لم تجد من يدعمها لتنفذ فيلمها الروائي الطويل والتي تحلم بها حتى استطاعت أن تقدمه من خلال جمعية أقامتها مع أصدقائها بالمعهد سميت ب"الحصالة" .
وفى النهاية طالبت موريس أن توضع الفنون في خطة الدولة، لأن هناك الكثير من المبدعين لا يجدون دعم إلا في الصناديق الخارجية، حيث منهم من يمتلك مهارة وعلم ولا يملك أموال وليس أمامه مؤسسات ترعاه.