تواصلت، اليوم الجمعة، التظاهرات المناوئة لسياسات حكومة نوري المالكي العراقية بمدينة الموصل مركز محافظة نينوى (400 كلم شمال بغداد).
وفي ساحة الأحرار وسط الموصل، تجمع نحو 5 آلاف متظاهر، حيث رفعوا لافتات منددة بالمالكي، وكتب على إحداها "لك يوم يا ظالم"، فيما رددوا هتافات كان أبرزها "ارحل ارحل يا نوري".
وشهدت ساحتان آخريان في الموصل تجمعات مناهضة لسياسات حكومة المالكي منها عند مسجد الرحمة في حي السكر بالجانب الأيمن لنهر دجلة، وعند مسجد النبي شيت بمنطقة الساحل الأيسر.
في السياق ذاته، قالت هيئة علماء ودعاة نينوى، في بيان لها، إن عناصر أمنيين تابعين للحكومة العراقية "قاموا صباح اليوم باعتراض طريق الشيخ حمود هلال، إمام وخطيب مسجد النور الكبير غرب مدينة الموصل، وأرادوا اعتقاله لولا تدخل المواطنين هناك".
وأضاف البيان، الذي حصل مراسل الأناضول على نسخة منه: "قام الأمن بإهانة الشيخ هلال وهو من المعروفين بتأييدهم التظاهرات الشعبية، ونحن نستنكر بشدة هذا الفعل".
من جانبه، دعا إمام وخطيب الجمعة في "جامع النبي شيت" بمدينة الموصل، خلال خطبته اليوم، المالكي للرحيل إن لم يرد "التعايش" السلمي مع العراقيين.
وقال الشيخ جميل العبيدي: "نحن نريد أن نتعايش فيما بيننا ومن لا يريد هذا التعايش فليرحل".
وأبدى العبيدي في الخطبة تأييدًا لمطالب المتظاهرين، وقال إن "هناك نساء بريئات يقبعن في السجون، أطفالهن فقدوا حنان الأم، لا لشيء سوى لأن أمهم أخذت بذنب غيرها، زوجها أو أبيها أو شقيقها".
وأضاف أنه "على الحكومة أن تراجع نفسها وتطلق السجناء وخاصة النساء البريئات ممن أخذن بجريرة أقربائهن".
وقال خالد عبد القادر، أحد إعلاميي مدينة الموصل، لمراسل الأناضول: إن "الإجراءات الأمنية للجيش والشرطة الاتحادية كانت مشددة اليوم للغاية، واستمرت حتى وقت صلاة الجمعة، ثم أزيلت".
وتابع: "استوقفني الجنود والمئات من المواطنين عند جسر الحرية الرئيسي الذي يربط بين ضفتي نهر دجلة، وطبقت ذات الإجراءات عند باقي الجسور الموازية حيث كان الجنود يقومون بالاستفسار من كل شخص يمر عن وجهته ولماذا يذهب إلى التظاهرات، وفي عدة حالات قاموا بسب المواطنين".
وكان الآلاف من أبناء العشائر العربية، احتشدوا بعد ظهر اليوم، في قضاء الحويجة (55 كلم غربي كركوك)، مطالبين حكومة نوري المالكي بالرحيل، وتعديل الدستور، وإطلاق سراح المعتقلين.
وجاء ذلك في إطار المظاهرات المناهضة لحكومة المالكي والمستمرة منذ أكثر من شهر في عدة مدن ومحافظات عراقية، للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين، وتعديل الدستور، وإلغاء قانون المساءلة وإحدى مواد القانون الخاصة بالإرهاب، ووقف ما يصفونه بالتمييز بين الطوائف.