هذه الحكاية مثال صارخ للإبداع المحلي الذي تخطي مثيله العالمي ، قدم فيه ستة شبان من خريجي إحدي كليات الهندسة الخاصة صك إبداعهم في شكل اختراع اطراف صناعية مثل الذراعين والساقين يتحركوا بشكل طبيعي، وأعطوا الأمل في مجال ترميم الجسم البشري، وإستبدال الكثير من أعضائنا المبتورة بأطراف وأعضاء إلكترونية فائقة التطور يمكن دمجها بجسم الإنسان. هي حكاية تدل علي أنهم سبقوا بإختراعهم المراكز البحثية العالمية التي مازالت تبحث حتي الآن عن الحلول .. بذلوا جهدا مضنيا في إنهاء إختراعهم الإلكتروني الذي يعد فتحا عالميا في مجال الطب، وأصبح بالنسبة لهم حلم المستقبل ، خاصة أن تحليلات قياس الأداء أشارت إلي أنه يتفوق علي مثيله من المشروعات الأجنبية .. وإليكم القصة !!!
شعر كل من المهندسين أبانوب بشري وبيمن نجيب وأحمد سمير وإيفا نجيب وأندرو أميل وأنطوني شارل أصحاب الإختراع - الاكاديمية الحديثة بالمقطم - بفرحة تقذفهم في الفضاء ، حينما حصلوا علي شهادة تأهل مشروعهم في مسابقة " صنع في مصر " ، وحصولهم علي ترحيب وإعجاب اثناء عرض مشروعهم بشكل عملي وواقعي أمام المستثمرين والباحثين ، ولكن ما نغص عليهم فرحتهم خوفهم أن يدفن مشروعهم في الادراج بعد أن فقدوا الأمل في قيام إحدي الجهات الوطنية بتبنيهم .
يقول المهندس أحمد سمير أن فكرة مشروعهم إنطلقت من محاكاة الأطراف الطبيعية لدي البشر، ودراسة علاقاتها بالإشارات الصادرة من المخ وكيفية استخلاصها عبر اجهزة مجسات – حساسات معينه - وتحويلها لاشارات كهربائية ، ومدي إستجابة الذراع الإلكتروني لعضلات الشخص الباقية في العضو المبتور، وعلاقتها بما تولده العضلات من إشارات كهربائية صغيرة عند التشابك ، والتي يمكن الكشف عنها من خلال أجهزة استشعار تثبت على سطح الجلد، وعندما تشتبك العضلات المختلفة تنتج حركة معينة مثل فتح أو إغلاق قبضة اليد.
مكونات المشروع من أجل بناء نموذج واقعي لمشروع ذراع الكتروني ذكي ، ظهرت أمامنا العديد من المصاعب والمشاكل– اشار بذلك المهندس أبانوب بشري – أهمها التكلفة المادية الباهظة مقارنة بدخولهم وعدم توفر راعي ، لذا كان الحل في استخدام أجزاء الكترونية جاهزة مستعمله ، ومن اهمها جهاز المجسات الذي يجري تثبيه حول رأس الشخص ، مكون من عدد 16 حساس إضافة إلى حساسين أساسيين ، مهمته تحديد أماكن الاشارات الصادرة من المخ ونقلها إلى برنامج خاص مثبت في جهاز كمبيوتر .
هذا الجهاز يعمل كجهاز تحكم عن بعد في أجهزة الالعاب الالكترونية للاطفال ، ويستخدمه الاشخاص المصابين بشلل رباعي لتحريك الاجهزة من بعد ، يتميز بقدرته في السيطرة على موجات ناتجة من المخ تدعى موجات ألفا، يتم التقاطها لقياس نشاط الدماغ الكهربائي أو الخلايا العصبية ، وإعطاء نظرة على بعض أنشطة معينة للمخ والنوايا والتوجهات والمحفزات البصرية..
يصاحب المجسات برنامج صغير يثبت علي جهاز كمبيوتر يظهر خريطة هندسية توضح للمستخدمين مكان وضع كل حساس علي حدة، مزود بلمبات حمراء تتحول إلى اللون الأخضر بمجرد تثبيتها في المكان الصحيح ..
يقول المهندس بيمن نجيب بأن الجزء المهم في هذا الإبتكار هو برنامج التحكم ، استغرق وقت طويل وجهد كبير في التصميم والبناء ، ومفادة استقبال الإشارات الخاصة بالمخ والاعصاب وتحويلها إلى إشارات كهربائية ، لكل إشارة منها أمر مختلف يتم إرساله إلى المحركات المثبتة داخل الاطراف الأصطناعية ..
وتشير المهندسة ايفا جبريل إلى أن الأطراف الصناعية مكونه من مواد فائقة التكنولوجيا أخف وزنا ، بداخلها محركات صغيرة مسئولة عن حركة الاطراف بشكل طبيعي ، تأخذ اوامرها من البرامج المثبتة علي اجهزة الكمبيوتر أو الدوائر الالكترونية المدمجة .. الامر الذي يعطي إمكانية الحصول على ساقين إلكترونيتين تتحركان بشكل طبيعي.