إرث «الداخلية» من العنف لا ينتهى. الوزارة استخدمت فى الأحداث الأخيرة، التى دارت فى محيطها، قنابل غازات مسيلة للدموع، من نوعية القنابل التى استخدمتها فى أحداث محمد محمود، كما استخدمت طلقات خرطوش تؤدى إلى الوفاة الفورية، مما يؤكّد منهجية القتل التى تتبعها. مدير عام المنطقة الطبيّة الشرعية فى القاهرة والجيزة، الدكتور هشام عبد الحميد، قال إن القنابل المستخدمة فى الأحداث الأخيرة من نوعية قنابل ال"cr"، وتشبه التى استُخدمت فى أحداث محمد محمود الماضية، مشيرا إلى أن قنابل الغاز ثلاثة أنواع، الأول يُطلق عليه "cn"، وهو الأضعف نوعا وتأثيرا، والثانى "cs"، وهو الذى استُخدم فى أحداث 25 و28 يناير، و"cr" المستخدَم منذ أحداث نوفمبر الماضى، وتأثيره أقوى بنسب تتراوح ما بين 6 و10 أضعاف قوة ال"cs". وعن الخرطوش المستخدم فى أحداث الداخلية، أشار عبد الحميد إلى أن طلقات الخرطوش المستخدمة كبيرة الحجم، وتشبه البلى الثقيل، ويستخدمها من يمارسون هواية صيد الحيوانات، ويتراوح قطرها من 5 إلى 7 مليمتر، ومتوسط 9 رشات بلى، وهى أشدّ تأثيرا، وقد تؤدى إلى الوفاة الفورية. مساعد كبير الأطباء الشرعيين، الدكتور أشرف الرفاعى، أشار إلى أن طلقات الخرطوش المستخدمة فى اشتباكات الداخلية، عبارة عن بلى حديد كبير الشكل، وقطره يصل إلى نحو 6 مليمترات، وتأثيرها قد يؤدى إلى الوفاة إذا ما تم إطلاقها من مقذوف نارى، فقد تخترق عظام الجمجمة وتسبب نزيفا دمويا حادا، مؤكدا أن الخرطوش المستخدم لم يُستعمل فى أثناء ثورة يناير. واكد الرفاعى أن شهداء أحداث الداخلية وشارعى منصور والفلكى، ممن استقرت المقذوفات بداخل أجسادهم، أصيبوا بطلقات خرطوش، لا بأعيرة نارية كما يزعم البعض.