دانت الصحف البريطانية بشدة، الأحد، الحيلة الهاتفية "غير المسؤولة" التي قامت بها إذاعة في سيدني، والتي قد تكون وراء وفاة ممرضة تعمل في مستشفى لندني، حيث كانت دوقة كامبريدج، كايت ميدلتون، تُعالج، في حين دافعت نظيراتها الأسترالية عن مقدمي البرنامج اللذين يقفان وراءها. ونشرت صورة للممرضة جاسينتا سلدانا البالغة 46 عاماً، التي عثر عليها ميتة بعد الخدعة في الصفحات الأولى لغالبية الصحف في بريطانيا التي لا تزال تحت الصدمة. ولم تعرف أسباب وفاتها رسمياً قبل الأسبوع المقبل إلا أن الكثير من وسائل الإعلام تتحدث عن عملية انتحار.
وكتبت صحيفة "صنداي تايمز" في افتتاحيتها "وفاة الممرضة سالدانا حزين وكان يمكن تجنبه"، منددة ب"خدعة غير مسؤولة" من جانب الإذاعة الأسترالية "توداي أف أم".
وكانت الممرضة ردت على اتصال ورد من مقدمي برامج من هذه الإذاعة أرادا الاطمئنان على صحة كايت بانتحالهما هوية ملكة إنكلترا والأمير تشارلز.
واتهمت صحيفة "ذي تلغراف" المقدمين بأنهما حاولا "الحصول على معلومات طبية شخصية من خلال الخداع". وأشارت إلى أن الانتهاكات الأفظع لخصوصية الأمير وليام وزوجته كايت أتت من وسائل إعلام أجنبية في الأشهر الأخيرة.
وتابعت الصحيفة "نأمل أن يكون هذا الحادث الأخير جرس إنذار دولياً يدفع إلى ضبط النفس".
أما وسائل الإعلام الأسترالية فقد دافعت عن المقدمين فيما قرر أصحاب الإذاعة عقد اجتماع طارئ، الأحد، يتمحور على رسالة احتجاج شديدة اللهجة أرسلها رئيس المستشفى اللندني.
ودافعت الصحف الصادرة الأحد في أستراليا عن المقدمين اللذين علق عملهما وتعذر الاتصال بهما.
واعتبرت صحيفة "ديلي تلغراف" الصادرة في سيدني "أنها فترة حداد والوقت ليس مناسباً لإلقاء اللوم بشكل هيستيري"، مشددة في الوقت ذاته على أن "موقف وسائل الإعلام البريطانية متوقع".
وأضافت الصحيفة أن "مقدمي الإذاعة ميل غريغ ومايكل كريستشان لم يقتلا الممرضة جاسينتا سالدانا".
وشددت الصحيفة على أن "الانتحار عمل معقد ونادرا ما يفسر بحدث واحد مهما كانت وطأته"، مشيرة إلى أن "وسائل الإعلام البريطانية بالغت جاعلة من هذه الحيلة قضية وطنية مما زاد الضغط على المستشفى والعاملين فيه".
واعتبرت صحيفة "صن-هيرالد" في سيدني أن ما حصل "مأساة كبيرة جدا"، إلا أنها دعت الصحف البريطانية "التي وجهت الشتائم إلى مقدمي الإذاعة (..) إلى تمالك نفسها".