كانت دار كريستيز في نيويورك قد طرحت في ديسمبر/ كانون أول الماضي للمزاد العلني، مقتنيات إليزابيث تايلور من مجوهرات ، وملابس راقية، وأعمال فنية، بلغت القيمة الكلية لها 156.8 مليون دولار.
وفي مساء الثلاثاء الماضي، عرضت صالة كرستيز، من خلال فرعها بلندن، مجموعة من الأعمال الفنية المعاصرة والإنطباعية، والتي كانت بضمنها لوحات لرسامين كبار تعود للممثلة الراحلة. وتم بيع ثلاث منها بمبلغ 16.5 مليون يورو، أكثر من ضعف الثمن المقدّر لها. وسوف تعرض يوم الأربعاء، في ذات الصالة، 35 لوحة أخرى من مقتنيات نجمة هوليوود للبيع بالمزاد. من بينها لوحات لرينوار، وموريس أوتريللو، وكيس فان دونغين.
وحصلت لوحة (منظر لمصح وكنيسة سان ريمي) للفنان الرسم فان كوخ على أعلى سعر في مزادات صالة كريستيز، حيث بلغ 12.1 مليون يورو. وكان السعر قد بدأ بخمسة ملايين يورو، ولكن في الحال رفع هواة جمع اللوحات الفنية من سعر اللوحة، سواء من المتواجدين في الصالة، أم عبر إتصالات هاتفية. ولم تمض سوى أربع دقائق حتى إنتقلت ملكية اللوحة الى مشترٍ مجهول، كان يرفع من سعرها عبر الهاتف. وفي هذه اللوحة كان فان كوخ قد خلّد اللجوء الذي أمضى فيه الأشهر الأخيرة من حياته.
وهذه اللوحة التي تعد الأبرز في المزاد العلني الأخير لدار كريستيز بالعاصمة البريطانية، تنطوي على تأريخ حافل بالأحداث المثيرة للجدل. ففي عام 2007، كسبت تايلور دعوى بإسترداد اللوحة أقيمت ضدها، تطالبها بالتنازل عنها، لأنها ليست من ممتلكاتها، حيث كان أربعة من أحفاد سيدة بإسم مارغريت ماثنور، قد إدعوا أن اللوحة فقدت أثناء هروب صاحبتها من جور الحكم النازي خلال الحرب العالمية الثانية، من ألمانيا الى جنوب أفريقيا في العام 1939، متمسكين بحق إسترداد اللوحة إستناداً على قانون إعادة ممتلكات الذين تعرضوا للتهجير من ألمانيا خلال الحرب، الصادر في العام 1998.
وكان الفنان الهولندي فنسنت فان كوخ قد رسم لوحة (منظر لمصح وكنيسة سان ريمي) في 1889. وتنتمي اللوحة الى سلسلة الأعمال الفنية التي أنجزها الرسام، أثناء وجوده في نزل (أوبيرج رافو) بفرنسا، دخله بسبب من حالته الذهنية المضطربة. وكان يقوم بمعالجته هناك، دكتور يدعى غاشيه، الذي خلده الفنان في واحدة من أغلى اللوحات في التاريخ. والمعروف أن والد إليزابيث تايلور كان قد إقتنى هذه اللوحة في 1963، قبل عام من وفاته، في مزاد علني أقيم في صالة (سوثبيز) بلندن.