تتجه أنظار العالم غدا الثلاثاء نحو انتخابات الرئاسة الأمريكية بانتظار معرفة من هو "سيد البيت الأبيض" القادم ، بعد معركة انتخابية شرسة يصعب التكهن بنتائجها بين الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما ومنافسه الجمهورى ميت رومنى. ويبدو أن معظم الفلسطينيين من حملة الجنسية الأمريكية المقيمين فى رام الله بالضفة الغربية أداروا ظهورهم لانتخابات لا يجدون فيها بغيتهم إلا أن كثيرين منهم يعتقدون أن أوباما أقل سوءا. وقال فوزى ، الذى عاش 12 عاما بالولاياتالمتحدة، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، "لا يوجد ما يشجع على التصويت فى هذه الانتخابات، إن كلا المرشحين لا يتحدث نهائيا عن الفلسطينيين فى حملته الانتخابية التى تهتم دائما بإسرائيل خوفا من اللوبى اليهودى القوى بأمريكا. إننا نشعر بخيبة أمل كبيرة"، متسائلا: "لمن نصوت؟ ربما لصالح أوباما فهو أقل سوءا من رومنى". ولا يختلف هذا الرأى كثيرا عن رأى حافظ ، وهو صاحب مطعم رحل إلى الولاياتالمتحدة وهو فى الخامسة عشرة من عمره ، عقب حرب يونيو 1967 مباشرة، والذى لم يهتم بالانتخابات الأمريكية هذه المرة رغم حرصه الشديد على الإدلاء بصوته منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضى حتى الانتخابات الأخيرة التى صوت فيها لصالح الرئيس أوباما حيث يرى أن انتخابه أخف وطأة من فوز منافسه الجمهورى. ورغم حصوله على بطاقة الهوية الفلسطينية منذ ثلاث سنوات إلا أن حافظ ، الذى عاد بعد غياب 32 عاما ليستقر بإحدى القرى القريبة من رام الله، لم يشارك فى الانتخابات المحلية التى أجريت بالضفة الغربية فى أكتوبر الماضى. على النقيض من ذلك، أعربت امتياز التى تعمل بإحدى شركات التأمين فى رام الله عن أسفها الشديد لعدم تسجيلها فى قوائم الناخبين بالانتخابات الفلسطينية الأخيرة التى كانت تود المشاركة فيها باعتبارها فلسطينية قبل أن تكون أمريكية غير أنها شاركت الاثنين الماضى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية واختارت المرشح الديمقراطى باراك أوباما حيث ترى أن أمامه فرصة أخيرة لكى يحقق بعضا من الوعود التى قطعها على نفسه بالنسبة للقضية الفلسطينية. ويقول المواطن الأمريكى من أصل فلسطينى وسيم، الذى صوت هو الآخر لصالح أوباما، فى انتخابات الرئاسة الأمريكية "لاحظت عدم الإقبال على التصويت عندما ذهبت إلى مركز الاقتراع الذى أعدته القنصلية الأمريكية خصيصا للناخبين فى رام الله، فقد كان العدد قليلا". وأوضح أنه ينتمى إلى الحزب الديمقراطى ويرى أن أوباما هو الأفضل لأنه ساعد الطبقة الفقيرة فى الولاياتالمتحدة طوال فترة رئاسته كما أنه أولى اهتماما كبيرا بالسياسة الداخلية على عكس الجمهوريين الذين ينشغلون كثيرا بالسياسة الخارجية. وأضاف وسيم، الذى يعيش فى الولاياتالمتحدة منذ 17 عاما لكنه يخطط للبقاء فى الأراضى الفلسطينية التى عاد إليها منذ ثمانية أشهر فقط، أن أوباما احتفظ أيضا بسن التقاعد عند 65 عاما ورفض رفعه إلى سن 70 عاما مثلما يطالب الجمهوريون الذين يخشى وسيم من فوزهم على مصير القضية الفلسطينية بل ومصير المنطقة بأسرها. وأشار عبد الكريم إلى أن الجالية الفلسطينية فى الولاياتالمتحدة كبيرة العدد لكن معظم أفرادها يعزفون عن المشاركة فى الانتخابات ، موضحا أنه صوت فى المرة السابقة للرئيس أوباما لكنه لم يهتم هذه المرة بالتصويت. ولا تبدى وفاء - التى ولدت وعاشت حياتها بالولاياتالمتحدة حتى استقرت منذ ثلاث سنوات فى رام الله - اهتماما حقيقيا بالانتخابات الأمريكية التى لم تكن تعلم بموعدها بالنسبة للمقيمين فى الأراضى الفلسطينية. وقال مسئول قسم الرعايا الأمريكيين بالقنصلية الأمريكية العامة فى القدس كارل سميث إن عددا محدودا فقط من بطاقات التصويت وصل إلى القنصلية من مناطق الضفة الغربية، مما استدعى وجود ممثلين عن القنصلية فى رام الله لاستلام بطاقات الاقتراع من المواطنين الذين لم يتمكنوا من الوصول لمقر القنصلية بالقدس. ومازال الناخبون الأمريكيون منقسمين، فقد قال 47 % من الناخبين المحتملين الذين شملتهم استطلاعات الرأى إنهم سيعطون أصواتهم للرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما بينما قال 46 % إنهم سيدعمون منافسه الجمهورى ميت رومنى، الحاكم السابق لولاية ماساتشوستس.