فيما لا يزال الوضع الميداني يسوده الهدوء الحذر في العاصمة اللبنانية بيروت وطرابلس شمالاً، شرع الرئيس اللبناني ميشال سليمان مشاورات تشكيل حكومة جديدة، نادت بعض التيارات السياسية باعتبارها حكومة شراكة وإنقاذ، خلفا لحكومة نجيب ميقاتي التي تطالب المعارضة باستقالتها أولا قبل المشاركة في الحوار الوطني الذي دعا إليه سليمان بشأن مشاوراته.. بينما رحبت واشنطن بخطوات سليمان وأعربت عن قلقها إزاء ما سمته «فراغ سياسي» وانعكاس الأزمة السورية على الوضع في لبنان. وأفاد مصدر في رئاسة الجمهورية في لبنان أمس، بأنّ سليمان يطرح خلال مشاوراته مع الشخصيات السياسية عقد جلسة حوار وطني للتفاهم على شكل حكومة جديدة تخرج لبنان من المأزق الحالي.. من ثم تقدم الحكومة استقالتها ويتم تشكيل حكومة جديدة.
والتقى سليمان لهذه الغاية أول من أمس رئيس الحكومة السابق، القيادي في المعارضة فؤاد السنيورة الذي ابلغه أن تيار المستقبل، الذي ينتمي اليه ويترأسه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، سيقاطع جلسة الحوار هذه وانه لن يشارك في أي حوار ما لم تستقل الحكومة الحالية برئاسة نجيب ميقاتي. وفي حين أعرب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط عن استعداد حزبه للمشاركة في تشكيل حكومة شراكة وطنية لإنقاذ البلاد من الوضع الراهن شرط حصول توافق جماعي محلي واقليمي، أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ان حزبه لن يشارك في الحوار، مشددا على ضرورة استقالة الحكومة.
دعم الجهود
وتأتي هذه الجهود الرئاسية الحثيثة لتقريب وجهات النظر، في وقت أوضح المصدر في الرئاسة اللبنانية أن سليمان تبلغ خلال الأيام الأخيرة «رسالة واضحة من الأوروبيين والأميركيين مفادها ان الغرب ضد اي فراغ في لبنان.. لان هناك خشية من تداعيات اكبر ».
واضاف المصدر:«قالوا لنا اتفقوا على حكومة.. ونحن ندعمها.. نحن مع استمرار عمل المؤسسات». وأشار المصدر الى ان هيئة الحوار الوطني تشكل المظلة السياسية للفرقاء المختلفين واي اتفاق ضمنها سينسحب على الحكومة والبرلمان.
وشرعت المعارضة اعتبارا من الثلاثاء الماضي مقاطعة جلسات البرلمان التي تحضرها الحكومة وأي عمل حكومي.
في هذه الأجواء، أعربت واشنطن عن تأييدها للجهود الرامية إلى تشكيل حكومة «فعالة» وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند خلال مؤتمر صحافي: «نحن قلقون من التوتر السياسي المتزايد وخصوصاً في بيروت وطرابلس.. لكننا نشيد بجهود القوات المسلحة اللبنانية وجهاز الأمن الداخلي في محاولة الحفاظ على الهدوء في البلاد».
وأضافت ان تصدير عدم الاستقرار من سوريا يهدد أمن لبنان أكثر من أي وقت مضى، ويعود إلى الشعب اللبناني اختيار حكومة تواجه هذا التهديد.
وأردفت نولاند: «أوضحنا اننا ندعم جهود الرئيس ميشال سليمان وغيره من القادة المسؤولين لتشكيل حكومة فعالة». وقالت: «لن نعطي أحكاماً مسبقة بشأن حصيلة أية خطوات لتشكيل ائتلاف حكومي جديد، فهذا شأن لبناني، وفيما لا نريد فراغاً في السلطة السياسية المشروعة... نحن ندعم العملية التي تنفذ الآن لتشكيل حكومة جديدة تلبي حاجات الشعب اللبناني».. وشددت على ان بلادها لا تريد حصول فراغ سياسي.
وتأتي هذه التصريحات بعد تلك التي ادلت بها وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التي اعربت في بيروت عن قلقها حيال الاستقرار في هذا البلد.
وتأتي زيارة وزيرة الخارجية الاوروبية غداة تأكيد سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان دعمهم للاستقرار واستمرار العمل الحكومي، وذلك على اثر لقائهم الاثنين رئيس الجمهورية..