استمعت جنايات القاهرة إلى مرافعة النيابة العامة في قضية قتل المتظاهرين بالدرب الأحمر والمتهم فيها ضابط الشرطة احمد الشاذلي وأمين الشرطة خالد ابوزيد لاتهامهما بقتل 5 من المتظاهرين السلميين وإصابة 7 اخرين بجمعة الغضب . وبدأها بطلبه من الحضور قراءة الفاتحة لأرواح شهدائنا فى هذه القضية، وعقب ذلك بدء مرافعته بتلاوة آيات القصاص، والتأكيد أن للمتهمين فى الآخرة عذاب أليم وأنه حان اليوم وقت حساب الدنيا، الذى تحول فيه العدالة القوى وصاحب النفوذ إلى ضعيف حتى يؤخذ الحق منه، وأكمل ممثل النيابة مشيرا للمتهمين باننا أمام أباطرة ارتكبوا جرائم بشعة ومروعة لم تترك ورائها إلا الحسرة لأخت فقدت شقيقها، وصراخا هائلا لأمهات وآباء فقدوا فلذات اكبادهم، جرائم خسيسة مست أوتار الإنسانية، جريمة قتل المصريين الذين خرجوا للمطالبة بالكرامة والحرية والعدالة. وقالت النيابة أن المتهمين تحالفوا مع الشيطان اللعين واتخذوه وليا ومعين على جرائمهم، حتى إذا ما وقعوا فى موقف الحساب تخلى عنهم قائلا أنه يخاف الله رب العالمين، وقد قست قلوبهم بأن صوبوا اسلحتهم وبنادقهم تجاه صدور المجنى عليهم دون خشية لله عز وجل، وارتكبوا بذلك مذبحة مفجعة مروعة. ووصفت النيابة المتهمين بانهم أشقياء وفقا لقول الرسول الكريم "بأنه لا تنزع الرحمة إلا من قلب شقى"، فما أبشع أن تشهد أم إغتيال نجلها بعد أن تربى وترعرع أمام عينها، وصاح ممثل النيابة "انقذها يارب ..انقذها يارب..انقذها يارب"ألهمها الصبر والسلوان وأعنها حتى تشهد لحظة القصاص والحكم العادل الذى يحفظ حق فقيدها. واكد ممثل النيابة على تراكم الأدلة وكثرتها فى هذه الدعوى بدءا بأقوال شهود الواقعة الذين رأوا المتهمان رؤيا العين وهما يصوبا نيران اسلحتهم النارية والبنادق تجاه المواطنين، وما أكدته تقارير الطب الشرعى بان إصابات المجنى عليهم تنحصر فى طلقات الرصاص، وان الإصابات كانت فى اماكن قاتلة بالعنق والرأس والصدر، بما يؤكد قصد القتل العمد، وليس صرف المتظاهرين أو مجرد تخويفهم، وطالب المحكمة بعدم إلتماس الرحمة للمتهمين بحجة انهم لم يقصدوا قتل المجنى عليهم تحديدا من وسط العشرات، لأن الخطأ فى التصويب لا ينفى جريمة القتل العمد المؤكدة بجميع أركانها فى هذه القضية. واستعرضت المحكمة عدة مقاطع فيديو مقدمة من ، يغلب عليها مشاهد رشق مبنى قسم الشرطة وتحرك العديد من الأشخاص نحو مبنى القسم وخروج أخرين منه حاملين لمنقولات مثل مقاعد وغيرها من الادوات التى لم تتبين المحكمة حقيقتها من الفيديو المعروض، وفي نهاية الجلسة قررت المحكمة التأجيل لجلسة الغد الخميس لسماع مرافعة دفاع المتهمين.