محمد المالحى المطعم شهد حرائق وانفجارات متكررة والحى رفض التدخل الفساد الإدارى يحرق عمال ورواد مطعم الإسكندرية فى التاسعة والنصف صباح الاثنين الماضى..استيقظ سكان منطقة ميامى بالإسكندرية على أصوات انفجارات هائلة ودخان كثيف.. هرعوا من منازلهم بملابس النوم، وفى الشارع اكتشفوا حقيقة الموقف، شاهدوا أصابع الاهمال والفساد وهى تشعل النيران فى الأجساد وتحصد الأرواح بلا رحمة أو شفقة.. احتراق مطعم «أبو ربيع» الشهير، المواجه للأكاديمية البحرية. أبوربيع يحمل لقب إمبراطور المطاعم الشعبية فى المدينة الساحلية.. ويملك سلسلة محلات شهيرة تقترب من الثلاثين، وتحمل نفس الاسم بطول الإسكندرية وعرضها. المشهد كان مرعبا.. أجساد عمال المطعم مشتعلة، وأسطوانات البوتاجاز تتطاير فى الجو تصاحبها أصوات دوى هائل، ودخان كثيف يعدم الرؤية، ورجال مطافى عاجزون عن إطفاء النيران التى طالت اثنين منهم، هما الرقيب عبدالفتاح محمد عبد الفتاح، والعريف شفيق جلال أحمد، ونحو 32 مصابا ما بين اختناقات وحروق لعدد من رواد المطعم، من بينهم طلبة عرب من الأكاديمية البحرية، بالإضافة ل 6 مصابين بحروق خطيرة من عمال المطعم، يرقدون فى المستشفى الميرى حاليا بين الحياة والموت، لم يتمنكوا من الهروب لحظة اشتعال الحريق الناتج عن تسريب الغاز من إحدى أنابيب البوتاجاز، ونجح 7 عمال آخرون فى الفرار من النيران. كارثة الانفجار كانت متوقعة من السكان، فطوال 10 سنوات وهم فى نزاع قانونى مع صاحب المطعم، ويدعى سامح سعد الراكشى، الذى قام باستغلال العلامة التجارية للمطعم من صاحب سلسلة المحلات أحمد أبوالربيع، حيث يعمل «الراكشى» تحت إشرافه وإدارته مقابل مبلغ مالى. قبل شهرين فقط وقع انفجار بنفس المطعم، نتيجة زيادة أحمال الكهرباء المخالفة- المسروقة من العقار، ولقيام صاحب المحل بإجراء توسعات جديدة، وقيامه بتركيب «مداخن» للمطعم بطول العقار بقوة كهرباء 5 حصان، وتوجه السكان بشكاوى للمسئولين، وبدلا من الرد والتحرك بناء على الشكوى الجديدة فوجئ السكان بالمسئولين يقولون: إن الشكاوى القديمة احترقت خلال أحداث الثورة. وهو ما تكرر فى الحى عندما اشتكوا من أن الصرف الصحى للعقار معرض للانهيار، بسبب رفض صاحب المطعم إجراء مقايسة صرف صحى جديدة خاصة بالمطعم، وتحمل تكاليفها بدلا من استغلاله الصرف الصحى للعقار، ورد عليهم مسئولو الحى بأن الشكاوى غير موجودة.. لأنها تعرضت للحريق أثناء الثورة ايضا، وهو ما أكد قناعتهم بأن صاحب المطعم أقوى من القانون، والمفاجأة أن مهندسى ورجال الحى توجهوا للسكان عقب الحريق الذى شب بالمطعم، والذى نتج عنه تصدعات بالعقار ووجهوا للسكان إنذارا بالإخلاء حماية لأرواحهم ولإخلاء مسئولية الحى من جهة أخرى. وكشف السكان ل«الفجر» أن العناية الالهية وحدها أنقذتهم من الموت حرقا، خاصة أن المطعم لا توجد به طفاية حريق واحدة، على الرغم من شكواهم المتكررة للأمن الصناعى بسبب انبعاث روائح الغاز المتكررة نتيجة تسريب الغاز، وحدوث حرائق متكررة فى السابق. وقال السكان إنهم قاموا باقتحام المحل وإخراج 12 انبوبة بوتاجاز خلال حريق الاسبوع الماضى، وقبل وصول رجال المطافئ، بينما انفجرت 9 انابيب اخرى.