أ ش أ أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في سياق عددها الصادر اليوم الاثنين أنه رغم أن إيران قد تبدو على خط المواجهة ، إلا أن رئيسها محمود أحمدي نجاد بدا مستعدا لخوض معارك قتالية بهدوء أكثر من أى وقت مضى، رافضا التهديدات العسكرية الإسرائيلية وتوقعه عدم حدوث تطور فى المحادثات النووية حتى موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر في نوفمبر المقبل. ولفتت الصحيفة الأمريكية -في سياق مقابلة أجرتها مع الرئيس الإيراني عشية وصوله إلى نيويورك لحضور الجمعية العامة للامم المتحدة وأوردتها على الإنترنت- إلى أن نجاد بدا رابط الجأش برغم التكهنات فى الأشهر الأخيرة بشأن توجيه ضربات عسكرية لبلاده وبرغم الوضع غير المستقر والمحفوف بالمخاطر لحليفه الرئيس بشار الأسد. وأوضحت الصحيفة أن هذه المقابلة كانت بمثابة طوق النجاة بالنسبة لنجاد ، نظرا لأنها صورته على أنه أحد الناجين في السياسة الإيرانية،مشيرة إلى أنه في الوقت الذي أعرب فيه عن استعداده للتفاوض حول عدد من الموضوعات،عاد إلى التعميم عندما تم الضغط عليه بشأن التفاصيل، وكانت نبرته هادئة حتى في مناقشة الصدام المحتمل مع إسرائيل. وأشار نجاد -في حديثه عن إسرائيل - إلى أن قضية الإسرائيلين والمخاطر المحتملة القادمة منهم وبشكل عام لا تؤخذ من قبل الجانب الإيراني على محمل الجد ..مضيفا "بالطبع ربما تتملكهم الرغبة في إيجاد طريقة لخلاصهم من خلال إحداث الكثير من الضوضاء وإثارة المخاطر من أجل توفير الحماية لأنفسهم،ومعربا عن إعتقاده بأنهم لن ينجحوا في ذلك". وردا على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان يخادع في تهديداته بضرب المنشآت النووية الإيرانية، نوه نجاد بأنه يوافق على تلك الرؤية ، مؤكدا على أن هذا التحليل إنما يعبر عن "توافق مشترك". وفيما يتعلق بالمفاوضات النووية الإيرانية مع القوى الدولية "مجموعة (5+1)"، أكد نجاد على إستعداد إيران لعقد إتفاق للحد من مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب ، إلا أن حديثه إنطوى على فكرة أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ترغب في إبطاء المفاوضات حتى إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية من أجل تجنب تقديم تنازلات تفاوضية قد تحرج أوباما. وأعرب نجاد عن إستعدادهم للاتفاق الذي سيحد من مخاوف مجموعة (5+1) الدولية ، مشيرا إلى أن التجربة أظهرت أن القرارات المهمة والرئيسية لا يتم اتخاذها في الولاياتالمتحدة في الفترة التى تسبق الانتخابات ، مشددا على ضرورة طرح بعض القضايا الهامة مرة أخرى على طاولة المفاوضات عقب الخروج من أجواء الانتخابات الرئاسية. وسلطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء على حديث الرئيس نجاد فيما يخص سوريا ، حيث أعرب عن تطلع إيران للمساعدة في التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يسهم في إنهاء القتال الدائر في أفغانستان وسوريا "الحليف العربي لإيران" ، مؤيدا لفكرة إجراء انتخابات انتقالية في سوريا يتمخض عنها تشكيل حكومة جديدة. وردا على سؤال حول إمكانية أن يكون الأسد مرشحا، قال إن هذا أمر يقرره الشعب السوري ، الأمر الذي قرأت الصحيفة فيه "استمرار سياسة إيران فى دعم الأسد". وفيما يتعلق بالشأن الأفغاني ، زعم الرئيس الإيراني عدم معرفته بالدعوة التي وجهت في فبراير عام 2011 للمبعوث مارك جروسمان ، المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان ، لزيارة طهران من أجل المباحثات ، إلا أنه ومع ذلك جدد هذه الدعوة ، قائلا "إنه وعقب الانتهاء من الانتخابات الأمريكية ، فإن طهران مستعدة لإجراء محادثات مباشرة مع واشنطن حول كيفية تحقيق الاستقرار في أفغانستان". وأوضحت الصحيفة أن الموضوع الأكثر تعقيدا في أية مقابلة يجريها نجاد يتمثل في "إسرائيل"،مشيرة إلى أن هذه المقابلة لم تختلف عن سابقتها،ومشيرة إلى أنه تجنب الإجابة عن اسئلة حول تواجد الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي العربية. واختتمت صحيفة "واشنطن بوست" بالإشارة إلى أن انتهاء فترة رئاسة نجاد ستكون العام المقبل، لذا فإن زيارته الحالية لنيويورك قد تكون الأخيرة من الناحية النظرية ، لكن من خلال حديثه ، بدا من غير المرجح أن هذا السياسي "المخضرم" سيختفى من الساحة السياسية الإيرانية أو من الساحة العالمية دون قتال.