اخفقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وايران الجمعة ومن دون مفاجآت في بلوغ اتفاق يهدف الى تسهيل وصول الوكالة الى مواقع ايرانية تعتبر مشبوهة، وذلك مع استئناف محادثاتهما حول الملف النووي لطهران. والتوقعات من هذا الاجتماع كانت متواضعة اصلا وخصوصا بعد الفشل الذريع الذي انتهت اليه اجتماعات سابقة مماثلة منذ مطلع السنة.
وفي اعقاب الاجتماع قال رئيس مفتشي الوكالة هيرمان ناكارتس للصحافيين "كما حصل في اجتماعنا الاخير في حزيران/يونيو، ننوي وضع اللمسات الاخيرة على وثيقة تتضمن مقاربة بنيوية لا تزال قيد التشاور منذ اشهر عدة".
واضاف ان "محادثات اليوم كانت مكثفة، لكن ما زالت هناك خلافات هامة بين ايران والوكالة حالت" دون الوصول الى اتفاق.
وتابع كبير مفتشي الوكالة الذرية "حتى الان، لم يحدد موعد لاجتماع جديد".
وكانت الوكالة الذرية، التي مقرها في العاصمة النمسوية، وايران استأنفتا محادثاتهما بعد توقف استمر اكثر من شهرين.
وتسعى الوكالة الى بلوغ اتفاق حول ما تسميه "مقاربة بنيوية" تهدف الى حل كل المسائل العالقة المتصلة بالبرنامج النووي الايراني.
وابرز ما تريده الوكالة هو التحقق من كل النقاط التي اثارتها في تقريرها الصارم الصادر في تشرين الثاني/نوفمبر، الذي قدمت فيه للمرة الاولى خلال اكثر من ثمانية اعوام من التحقيق في ايران عناصر تشير الى ان الجمهورية الاسلامية عملت على صنع السلاح الذري قبل 2003 ويحتمل بعد ذلك ايضا.
وفي هذا السياق، تريد الوكالة بالتوافق مع ايران ان تتمكن من زيارة مواقع، مثل قاعدة بارشين العسكرية، والاطلاع على وثائق او لقاء علماء، ما يتيح لها توضيح طبيعة البرنامج النووي لطهران المثير للجدل.
ويتهم الغربيون واسرائيل الجمهورية الاسلامية بالسعي لحيازة السلاح النووي تحت ستار برنامج مدني، الامر الذي تنفيه طهران مؤكدة ان برنامجها محض سلمي.
واشتد التوتر بين الدولة العبرية وايران خلال الاسابيع الاخيرة واحتدم الجدل حول ضربة عسكرية اسرائيلية محتملة ضد ايران.
ويعقد اللقاء قبل صدور التقرير الفصلي الجديد لوكالة الطاقة الذرية حول ايران الاسبوع المقبل.
ويرى بعض الخبراء ان الوثيقة التي ستدرج على جدول اعمال مجلس حكام الوكالة الذي يجتمع اعتبارا من 10 ايلول/سبتمبر ستثبت ان ايران تواصل توسيع انشطتها النووية بالرغم من العقوبات الدولية غير المسبوقة المفروضة عليها.
وقد دخلت عقوبات اميركية واوروبية جديدة تستهدف الصادرات النفطية الايرانية حيز التنفيذ منذ 1 تموز/يوليو.
وبحسب دبلوماسيين غربيين تحدثوا لوكالة فرانس برس فانه يتوقع ان تعلن الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها ان ايران نصبت اجهزة طرد مركزي جديدة في موقعها تحت الارض فوردو (وسط) حيث تخصب اليورانيوم بنسب تصل الى 20%.
وتخصيب اليورانيوم في صلب قلق القوى الكبرى واسرائيل، لانه حين يصل الى نسبة 90% يمكن استخدامه في صنع سلاح نووي. كما يشكل ايضا نقطة الخلاف الرئيسية في المحادثات بين ايران ومجموعة 5+1 التي تضم الولاياتالمتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا.
وتؤكد ايران، بصفتها موقعة على معاهدة حظر انتشار الاسحة النووية، ان لها الحق في تخصيب اليورانيوم لانتاج الكهرباء وصفائح مشعة طبية تستخدم في تشخيص بعض الامراض مثل السرطان.