اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الصادرة اليوم /السبت/ أن قرار الإدارة الأمريكية بالتوسع في نشر صواريخ دفاعية جديدة في منطقة آسيا والمحيط الهادىء لاحتواء تهديدات كورياالشمالية ، من شأنه تأجيج مخاوف الصين حيال إمكانية محاصرتها باستمرار من قبل واشنطن وقد يدفعها إلى التعجيل ببرنامجها الصاروخي، وفقا لما ذكره محللون. وذكرت الصحيفة، في سياق تقرير أوردته على موقعها الألكتروني، أن الجهود الأمريكيةالجديدة في هذا الصدد، والتي تتضمن نشر نظام رادار جديد للانذار المبكر والمعروف باسم "إكس-باند" في اليابان واخر يحتمل نشره في منطقة جنوب شرق آسيا، تعكس توجها أمريكيا جديدا يصب في ضرورة الانخراط العسكري والامني الأمريكي في المنطقة عقب عقد كامل ركزت فيه واشنطن على منطقة الشرق الأوسط وأفغانستان. وأوضحت الصحيفة أن الرد الرسمي الصيني حيال هذا الموضوع لا يزال غير متضح حتى الأن، مشيرة إلى تصريح تشو فينج الخبير الأمني الصيني البارز بجامعة بكين بأن قرار الولاياتالمتحدة بنشر صواريخ دفاعية جديدة في آسيا من شأنه أن يسرع من وتيرة سباق التسلح بالمنطقة. وذكرت الصحيفة أن مسئولا أمريكيا رفيع المستوى أقر بأن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تواجه حاليا صعوبات في اقناع جيش التحرير الشعبى الصينى بأنه لم يتم تصميم بنية الدفاع الصاروخي لمحاصرتهم، وقال "مع ذلك يبدو للجميع أنه صمم لمحاصرةالصين وكورياالشمالية". وكان وزير الدفاع الياباني ساتوشي موريموتو قد أعلن في مؤتمر صحفي عقده أمس أن طوكيو و واشنطن تجريان حاليا محادثات حول أنظمة الدفاع الصاروخي، ومنها بحث سبل نشر نظام الرادار "إكس-باند" في اليابان"، مضيفا أن حكومته بحاجة إلى مزيد من الوقت قبل الكشف عن تفاصيل نتائج هذه المحادثات. وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن آراء عديدة في اليابان تشير إلى ضرورة أن تسعى طوكيو إلى تعزيز قدراتها الدفاعية وتعاونها العسكري مع الولاياتالمتحدة في مواجهة التوسع العسكري للصين والطموحات النووية لكورياالشمالية، بينما تنتاب الهند مخاوف بالغة من تعزيز الصين من تواجدها البحري في المحيط الهندي. وأضافت "أن فيتنام توجهت هي الأخرى لبناء علاقات وطيدة مع قوات البحرية الأمريكية، بينما راجعت الفلبين علاقتها الأمنية مع واشنطن، وسط سلسلة من النزاعات الاقليمية الجديدة مع الصين في بحر الصين الجنوبي". ومع ذلك، قالت الصحيفة إن محللين أمنيين أكدوا أن المخاطر الاستراتيجية التي تواجه الصين باتت تؤرق ذهن القادة الصينيين،الذين يتعرضون حاليا لضغوط جسيمة من جانب القوميين والنشطاء السياسيين لحمتاية المصالح الاستراتيجية لبلادهم". وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الدفاع الصينية تعكف حاليا على تصميم صواريخ متطورة، من بينها صواريخ ذات قدرة على استهداف حاملة الطائرات الأمريكية المتواجدة بمنطقة آسيا والمحيط الهادىء، كجزء من التعبير بطريقة عملية عن استياء بكين من التواجد الامريكي المتزايد بالمنطقة مما قد يقوض جهود واشنطن في الدفاع عن تايوان حال حدوث أية نزاعات عسكرية مع الصين. واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بأن نقلت عن مسئول أمريكي بارز قوله "إنه على الرغم من امكانية النيل من أنظمة الدفاع الأمريكية بالمنطقة من خلال هجوم صيني واسع النطاق، إلا أن الصواريخ الاعتراضية الأمريكية الموجة من قبل نظام الرادار الجديد "إكس-باند" يمكنها صد أي ضربة محدودة، ومن ثم حماية السفن والقواعد العسكرية الأمريكية المتواجدة بالمنطقة".