حذرت وزارة الثقافة التونسية في بيان من أن "تواتر الاعتداءات على التظاهرات الثقافية" في البلاد "ينذر باحتقان مذهبي غريب" عن المجتمع التونسي "المعروف بوسطيته". وقالت الوزارة "على إثر إقدام بعض العناصر من التيار السلفي على الاعتداء على مهرجان الأقصى في مدينة بنزرت وكذلك تواتر الاعتداءات على التظاهرات الثقافية في مناطق مختلفة من بلادنا، تدين وزارة الثقافة هذا المنزلق الخطير والغريب وتعتبر أن ما حدث ليس اعتداء على حرية التعبير والإبداع فحسب وإنما ينذر باحتقان مذهبي غريب عن مجتمعنا التونسي المعروف بوسطيته وتسامحه واعتداله" ، وأهابت الوزارة "بجميع الأطراف التصدي لمثل هذه الظواهر المتطرفة" ودعت إلى "محاسبة الأطراف المتورطة وعدم التسامح معها".
وفي سياق متصل حذر الشيخ عبد الفتاح مورو، القيادي البارز في حركة النهضة الاسلامية التي تقود الائتلاف الثلاثي الحاكم في تصريح لإذاعة "شمس إف إم" التونسية ، من "فتنة" بسبب قيام دعاة سعوديين بتنظيم دورات لنشر الفكر الوهابي المتشدد في تونس التي تعتمد المذهب المالكي.
وردا على سؤال حول نشر علماء ودعاة سعوديين الفكر "الوهابي"، قال مورو "نعم هؤلاء يأخذون شبابا ليس لديهم معرفة دينية سابقة وحديثي العهد بالصلاة ويعلمونهم قواعد الفكر الحنبلي ويهيؤونهم لأن يصبحوا طابورا في بلدنا يدعو إلى استبعاد المذهب المالكي والفقه المالكي وإحلال المذهب الحنبلي محله".
واوضح أن الدعاة السعوديين ينظمون في تونس "دورات تكوينية مغلقة" تستمر ثلاثة اشهر ويدفعون مقابلا ماديا للشبان الذين يتابعونها لانهم "ينقطعون عن أعمالهم" طوال الدورات.
وقال مورو "هذا أمر خطير لا نرضاه سيدخل علينا ارتباكا في وطننا، نحن لا مشكلة لدينا مع المذهب الحنبلي، لكن نحن في تونس لدينا وحدة المذهب المالكي، والإمام مالك أسبق (زمنيا) من الإمام بن حنبل.. هذا باب فتنة إياكم يا توانسة منه".