جاء توجيه الشيخ عبدالرحمن السديس رئيس شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي للمصلين والمعتكفين خاصة النساء اللاتي يذهبن للمسجد وهن متبرجات غير محجبات و متعطرات و يخالطن الرجال، حاسماً وقاطعاً لهؤلاء النسوة بأن يلزمن بيوتهن ولا يخالطن الرجال. وذكرهن بالحديث النبوي الشريف "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن" مشيراً لأن يلازمن البيوت عوضاً عن مزاحمة الرجال في الحرم، لأن الحرم المكي ليس فندقاً – على حد تعبيره- . ولفت الشيخ السديس الأنظار لبعض تصرفات المعتكفين التي تنافي الأدب مع بيت الله وقال :الإخوة المعتكفون تقبّل الله منهم، ولكن الحرم ليس فندقاً، ملمحاً إلى لزوم بعض المعتكفين الحرم طوال الشهر حتى أثناء النوم، ومزاحمة المصلين.
ومن هذا المنطلق طرحت " سبق" هذه القضية على أصحاب الاختصاص، كما استطلعت رأي عدد من السيدات والشباب.
نساؤنا بخير في البداية أكدت " أم فيصل " أن النساء المتواجدات في الحرم يلتزمن بالحشمة والوقار ، ومعرفة الأحكام الشرعية ، وهذا حال غالبية النساء ، موضحة أن من تصادفهن أثناء أدائها للعمرة فتيات يبشرن بالخير ونساء يدركن أهمية العبادات في الحرم ، ويسعين لإخفاء فتنتهن ، رغبة في الثواب من رب العالمين .
وقالت مشاعل : الحمد لله نساؤنا وفتياتنا بخير ، وما يشاهده البعض نسبة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، لافتة إلى وجود قصور في توعية الفتيات بالسلوكيات المثلى في الحرم الشريف، فما نشاهده من عدم التزام بعض الفتيات في العمرة أو الصلاة يتطلب تثقيف الفتاة من خلال المناهج الدراسية ، وتوعية الأسرة لها .
وقال الشاب فيصل العتيبي ل"سبق" : أرى أحيانا فتيات يتعمدن تجميل أعينهن في الحرم ، وأشعر في بعض الأحيان بعدم التركيز في الصلاة ، موضحاً أن هؤلاء الفتيات نسبتهن بسيطة للغاية ، بيد أنهن يؤثرن على المصلين ، وأكد على ضرورة توعية الفتيات بالتزام الحشمة والوقار أثناء صلاتهن في الحرم .
تجاوز الأحكام الشرعية طالبت أم رائف النساء اللاتي يبدين زينتهن ، ولا يلتزمن بالزي الشرعي بالصلاة في بيوتهن بدلاً من إثارة الشباب والتأثير على الفتيات الملتزمات . وقالت : أشعر بالأسف عندما أشاهد بعض النساء يتجاوزن الأحكام الشرعية أثناء وجودهن في الحرم الشريف ، سواء كان في الملبس ، أو في التحدث بصوت مرتفع يلفت نظر الآخرين ، ونصحت المرأة التي لا تستطيع الاستغناء عن التزين والتعطر بالتزام بيتها والصلاة فيه أفضل من فتنة الشباب ، والتأثير على الآخرين .
الحكمة والموعظة الحسنة بيد أن فاطمة أكدت على ضرورة توعية هؤلاء النساء عن طريق داعيات في الحرم قائلة إن من تذهب للحرم ترغب في التقرب إلى ربها ، ولاشك أن من ترتكب بعض المخالفات البسيطة تكون بغير قصد ، مقترحة وجود مرشدات في الحرم ينصحن هؤلاء النساء بالحكمة والموعظة الحسنة ، حتى ترجو النصيحة الثمار المرجوة منها ، وتؤثر إيجابيا في تعديل سلوك المرأة.
احتواء المرأة من جهتها ، رأت الكاتبة والأكاديمية الدكتورة ميسون الدخيل أن غالبية النساء يلتزمن بالأحكام الشرعية عند زيارتهن للمسجد الحرام ، معتبرة من تخالف هذه الأحكام حالات استثنائية ولا نستطيع التعميم عليها ، وأرجعت هذه السلوكيات لجهل المرأة بثقافة الزى الإسلامي كما أقره الشرع . ورأت الدخيل أن من تذهب للحرم ترغب في الثواب والتقرب إلى الله ، حتى وإن ارتكبت بعض المخالفات البسيطة دون قصد ، مؤكدة على ضرورة احتواء هذه المرأة ، وتعديل بعض المفاهيم المختلطة لديها بأسلوب ترغيبي بسيط ، وقالت : لابد أن توضح المرأة لأختها بعض المفاهيم الملتبسة في ذهنها ، والتي تضاعف ثوابها وتقوي إيمانها .
الالتزام بالوقار أما أستاذة الفقه المقارن الدكتورة سامية حمبظاظة ، فطالبت المرأة بضرورة الابتعاد عن التزين والتعطر أثناء صلاتها في الحرم الشريف أو أدائها للعمرة ، لافتة إلى أن تزينها يؤثر على المصلين ، وتًحاسب عليه أمام الله ، وطالبت المرأة بإخفاء جمالها ومصدر فتنتها حتى لا تُضيع ثواب عُمرتها ، وتُفسد على الآخرين عمرتهم .
وقالت حمبظاظة : إذا رغبت المرأة في أداء العبادات بالحرم ، أو الاعتكاف فلابد أن تكون برفقة نساء آخريات وعليها الالتزام بالزي الشرعي والوقار في الأقوال والسلوكيات ، موضحة أنه إذا كان خروج المرأة للمسجد مثيرا للفتنة ، فمن الأجدر بها أن تصلي في بيتها .