بالنسبة إلى الكثير من النساء الآسيويات، يعتبر إنجاب طفل في سنة التنين التي بدأت الاثنين بحسب التقويم الصيني حلما... لكنه قد يستحيل كابوسا بالنسبة إلى النساء اللواتي ينتظرن مولودا في هونغ كونغ.
فكل سنة، تتوافد عشرات آلاف الصينيات من بر الصين الرئيسي إلى هونغ كونغ بهدف الإنجاب، ما يؤدي إلى شح في الأسرة في عيادات التوليد المكتظة.
وتخشى الحوامل والطاقم الطبي في هونغ كونغ تفاقم هذه الظاهرة خلال سنة التنين الحالية، ولا سيما أن الأطفال الذين يولدون في هذه السنة التي تحل كل اثني عشر عاما يحظون بكل الميزات الحسنة، بحسب المعتقدات الصينية.
وتقول ميشيل لي التي تبلغ من العمر 38 عاما وتنتظر مولودة في نيسان/أبريل "لم نخطط لأن تلد ابنتنا في سنة التنين. كنا متحمسين جدا في البداية لكننا سرعان ما بدأنا نقلق خشية ألا نجد سريرا في عيادة للتوليد".
وفي منتصف كانون الثاني/يناير، نزل 1500 شخص إلى شوارع هونغ كونغ للاحتجاج على توافد اعداد كبيرة من الصينيات في المستشفيات.
وعندما يولد طفل في هونغ كونغ يحصل مباشرة على حق الإقامة فيها وارتياد المدرسة هناك. إلى ذلك، يتيح الإنجاب في هونغ كونغ الإفلات من سياسة الولد الواحد التي لا تزال معتمدة في الصين.وقد اعبدت هونغ كونغ الى السيادة الصينية العام 1997 الا انها تزال تتمتع بشبه استقلال ذاتي مع تشريعاتها الخاصة وعملتها الخاصة.
وتضيف ميشيل التي ما إن علمت بحملها حتى حاولت عبثا حجز مكان لها في عيادة طبيبها "لم أستطع الذهاب إلى العيادة الخاصة التي اخترتها مع أنني كنت مستعدة لدفع المال ومع أنني وزوجي من هونغ كونغ".
وتتابع "يقول لي بعض الأصدقاء إنه علي تسجيل ابنتي منذ الآن في الحضانة لأنني سأواجه المشكلة نفسها التي واجهتها مع المستشفى".
وتشير الاحصاءات الرسمية إلى أن 38044 طفلا من أصل 80131 ولدوا في هونغ كونغ سنة 2011 لديهم أم صينية من بر الصين الرئيسي.
وفي سنة التنين السابقة التي صادفت في العام 2000، ارتفع عدد الولادات في الصين بنسبة 5,6%. وفي العام 2012، يتوقع الأطباء مئة ألف ولادة، علما أن الحجوزات في المستشفيات العامة ارتفعت بنسبة 15%.
وتحسبا لحصول طفرة في الولادات، فرضت سلطات هونغ كونغ شروطا صارمة لدخول أراضيها وعززت المراقبة عند الحدود مع الصين وفرضت حدا أقصى من الأسرة المخصصة للنساء الآتيات من بر الصين الرئيسي.
لكن بعض النساء اللواتي تمكن من بلوغ هونغ كونغ ينتظرن اللحظة الأخيرة لدخول الطوارئ في عيادات التوليد. وقد أفاد القيمون على المستشفيات في هونغ كونغ عن زيادة الولادات في قسم الطوارئ ثلاثة أضعاف سنة 2011.
لكن التأخر في دخول الطوارئ يعرض حياة الأمهات والأطفال للخطر، على ما يقول الطبيب شونغ تاك هونغ الذي يضيف "لا يكون لديهن مكان محجوز ولا ملفا طبيا. لم نتابعهن منذ بداية الحمل ويأتين عندما يحين موعد الإنجاب، ما يشكل ضغطا كبيرا على الطاقم الطبي".
ويوضح "أنا لا أدينهن لأن سكان هونغ كونغ كانوا يفعلون المثل في الماضي أملا بمنح أطفالهم فرصا أفضل. لكننا لم نعد نستطيع مواجهة هذا التدفق".
وفي السنوات التي سبقت إرجاع هونغ كونغ إلى الصين سنة 1997، كان الكثير من نساء هونغ كونغ يسافرن إلى الخارج للانجاب بهدف منح أطفالهن جنسية أخرى تحسبا لتدهور محتمل للأوضاع.