تمضى جماعة الإخوان فى الاتجاة، لوضع خطتها النهائية التى ستحسم اختيار المحافظين، حيث تتابع أداء رؤساء المدن ووكلاء الوزارات ومديرى المديريات المختلفة، والإدارات الخدمية، وأيضا رؤساء القرى، وراحت تكتب التقارير التى تقيم من خلالها كافة المسئولين التنفيذيين، تمهيدا لإصدار حركة المحافظين، فى وقت ترفض القوى السياسية هذا التدخل، وتعتبره مخالفاً للقانون، ويراد به السيطرة على كل مفاصل الدولة. فى دمياط، اشتعلت المعارك مبكراً، حيث طالبت بعض القوى السياسية باستمرار محمد على فليفل محافظاً، فيما تشير كافة التكنهات إلى أن المحافظ الجديد سيكون أحد القيادات الإخوانية البارزة، وهو المهندس صابر عبدالصادق رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس الشعب المنحل وعضو الهيئة العليا للحزب. ومن جانبه أنكر د. عبده البردويل أمين حزب الحرية والعدالة بدمياط هذا الكلام واعتبره مجرد إشاعات مغرضة ليس لها أساس من الصحة؛ لأن وزير الإدارة المحلية هو من يختار، ويعرض الأسماء المقترحة لديه على رئيس الجمهورية. وفى البحيرة، نفى الدكتور محمد جمال حشمت، القيادى البارز بجماعة الإخوان المسلمين، ما يتردد عن أنه طلب أن يتم تعيينه محافظا للبحيرة أو أى محافظة أخرى، أو أن أحدا طلب منه الترشح لمنصب المحافظ، مؤكدا أن كل ما يتم ترديده مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة. وكان الدكتور عاشور الحلوانى، أمين عام حزب الحرية والعدالة بمحافظة المنوفية، أكد أن الحزب أعد قائمة بأسماء ترشيحات المحافظين الجدد مثل باقى الأحزاب المعنية بتقديم أسماء وترشيحات، بناءً على تعليمات رئيس الجمهورية للمساعدة فى اختيار محافظى الأقاليم. وأشار الحلوانى إلى أن الاختيار تضمن أسماء خارج وداخل الحزب، وهم قيادات لهم دور بارز فى المجتمع ويتمتعون بالكفاءة، وذلك بالتشاور مع المكتب التنفيذى للحزب. ورفض الحلوانى التصريح بأسماء المرشحين، وإذا كان من بينهم المحافظ الحالى المستشار أشرف هلال أم لا. لكن شريف حشمت أمين الشباب بحزب الحرية والعدالة قال إننا نضع الجهاز التنفيذى بالمحافظة تحت «الميكروسكوب»، ونمارس دورنا كأفراد وليس كحزب من خلال الرقابة الشعبية على أداء التنفيذيين وعلى رأسهم المحافظ، سعيا لتقويم الأداء من أجل صالح المواطنين، مشيرا إلى أن الحزب يقوم حاليا بإعداد تقرير عن المحافظ وقيادات المحافظة بكل مصداقية وموضوعية. الدكتور محمد مصطفى أمين حزب النور بالبحيرة، أعلن أن الحزب انتهى من إعداد تقارير وافية عن المحافظ وكافة المسئولين التنفيذيين بالمحافظة، وتم رفعها إلى الأمانة العامة للحزب بالقاهرة لاتخاذ ما تراه فى هذا الإطار. اما محافظة بورسعيد، قال البدرى فرغلى، القيادى بالتجمع، وعضو مجلس الشعب المنحل، إن الأمر لم يعد يسمح بأن يأتى محافظ بباراشوت أو بأمر فرعون، والإخوان ليس بيدهم مفاتيح الدنيا وأنهم مهما حاولوا السيطرة فإن الواقع سيفرض نفسه. جرجس جريس عضو حزب المصريين الأحرار رفض ما يجرى وقال إن قانون الحكم المحلى ما زال تحت الإنشاء، وما يفعله الإخوان هو مخالف للقانون. بينما احتدم الصراع بصورة كبيرة فى السويس، وقال على أمين القيادى الوفدى إن الأحزاب المدنية متمسكة باللواء محمد عبدالمنعم هاشم حتى لا نعطى الفرصة للإخوان لتنفيذ مخططهم بتنصيب أحدهم محافظاً للبلد خاصةً بعد أن وردت لنا معلومات تؤكد انحصار منصب المحافظ ما بين أحمد محمود أمين حزب الحرية والعدالة، وسعد خليفة مسئول مكتب الإرشاد بالمحافظة. وطرح الإخوان بالفيوم اسم الدكتور أحمد عبدالرحمن، أمين حزب الحرية والعدالة بالمحافظة ليتولى هذا المنصب، فيما هددت قوى سياسية ولجان شعبية بالتصدى لتلك المحاولات. وأكد أيمن البكرى، منسق رابطة «أبناء الفيوم» بالمحافظة رفضه مبدأ تعيين محافظ ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين، وقال: «لو كان أبويا أمامى، فلن أحاسبه حتى لو كان غلطان»، مشيرا إلى انتمائه لنفس التيار السياسى لرئيس الجمهورية.
