بعد شهرين في باريس للنقاهة، عاد رئيس مالي بالوكالة ديونكوندا ترواري الجمعة معلنا انه يصفح عمن اعتدوا عليه في مكتبه من المعارضين لبقائه في السلطة. وقال تراوري في مطار باماكو الذي وصل اليه عصرا "انني اصفح عن المعتدين علي"، مضيفا ان "الشعب المالي الذي يمر بمرحلة بالغة الصعوبة يحتاج الى الوحدة وساعمل على ذلك"، لافتا الى انه سيخاطب الامة الاحد.
وتعليقا على وضعه الصحي اكد انه "يتحسن كل يوم، وكما تلاحظون انا بخير".
وكان في استقبال تراوري (70عاما) رئيس الوزراء الانتقالي الشيخ موديبو ديارا، وحضر ايضا الكابتن امادو هايا سانوغو الذي نفذ انقلابا في 22 اذار/مارس على الرئيس السابق امادو توماني توري في ظل انتشار امني مكثف.
ورحبت الولاياتالمتحدة بعودته معتبرة انها "خطوة مهمة" نحو تشكيل حكومة ديموقراطية في هذا البلد. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فكتوريا نولاند في بيان ان واشنطن تدعو "جميع الاطراف الى استلهام التقاليد المالية القائمة على التفاهم والتسامح والارادة الطيبة لتشكيل حكومة وحدة قبل 31 تموز/يوليو".
وستكون اول مهمة لرئيس مالي العمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية تطالب بها الدول المجاورة لمالي في غرب افريقيا، مهددة بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية.
ويفترض ان تتمتع هذه الحكومة بشرعية كافية لتبدأ بدعم من المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا، هجوما مضادا في الشمال الذي يسيطر عليه منذ اربعة اشهر اسلاميون مرتبطون بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.
ويفترض ان يقرر تراوري ما اذا كان سيبقي رئيس الوزراء الانتقالي الشيخ موديبو ديارا في منصبه الذي عين فيه في 17 نيسان/ابريل الماضي.
ويواجه عالم فيزياء الفلك هذا معارضة متزايدة.
وكان حزب تراوري التحالف من اجل الديموقراطية في مالي الذي ينتمي الى جبهة واسعة شكلت بعد انقلاب 22 آذار/مارس في باماكو، طالب باستقالة ديارا معتبرا انه "غير مؤهل لهذا المنصب وهاو" في مواجهة التحديات في البلاد.
وتعني عودة تراوري مبدئيا انه تلقى كل الضمانات اللازمة لامنه الشخصي لتجنب تكرار حادث مماثل للاعتداء الذي تعرض له في 21 ايار/مايو في مكتبه في القصر الرئاسي عندما هاجمه متظاهرون غاضبون ضربوه بعنف واصابوه بجروح خطيرة.
وما زال مسلحون ملثمون يعتقد انهم موالون لزعيم الانقلابيين السابق الكابتن امادو هايا سانوغو الذي وافق على اعادة السلطة الى المدنيين بعد انقلابه على الرئيس امادو توماني توري، يزرعون الرعب في باماكو.
وهم يهاجمون عسكريين وسياسيين ورجال اعمال وصحافيين يعتبرونهم مؤيدين لتراوري.
وتتحدث الصحف المالية وناشطون في الدفاع عن حقوق الانسان عن ممارسات تعسفية وعمليات تعذيب خصوصا في ثكنة كاتي قرب باماكو، مقر الكابتن سانوغو.
وكان قادة عسكريون من المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا اكدوا الخميس انهم لم يعودوا ينتظرون سوى قرار من مجلس الامن الدولي لنشر 3300 رجل في مالي التي تحتل مجموعات اسلامية مسلحة شمالها.
واحجم مجلس الامن الدولي حتى الان عن الموافقة على انتشار قوة مماثلة في مالي، منتظرا مزيدا من التفاصيل حول طبيعة مهمتها.
وتنتظر المجموعة ايضا طلبا رسميا من باماكو ومساعدة خارجية وخصوصا لوجستية.
وشمال مالي الذي سقط في نهاية اذار/مارس بين ايدي مجموعات مسلحة، بات تحت سيطرة حركات اسلامية مسلحة متحالفة مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.