وجه الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية أثناء حرب أكتوبر بالسويس رسالة للمسلمين من شعب بورما مقدماً لهم التحية متمنياَ من الله تبارك وتعالى أن ينصرهم على أعداءهم حيث أكد إن المسلمين من شعب بورما يتعرضون له الآن من حرب إبادة من حكامهم البوذيين وما تطالعه الأنباء كل يوم بعشرات الشهداء ومئات الجرحى و هم يستغيثون بالله مما يعانونه من حكامهم ويعتبرونهم قلة وسطهم رغم أنهم يبلغون حوالي عشرة ملايين مسلم في بورما ومع هذا لم يجدوا يدا رحيما من حكام العالم الإسلامي ولا العرب معا وأكد علي إن الإسلام والمسلمين يتعرضون لهجمات شرسة من الصليبية العالمية المتآمرة عليهم و الصهيونية العالمية والبوذية العالمية و مع هذا فإن صمود المسلمين أمام هذه الهجمات الشرسة تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن من يعتصم منهم بالله و يأخذ بالأسباب فقط ويبدأ في إعداد نفسه للجهاد في سبيل الله بعد إعداد ما يتوفر لهم من معدات و أسلحة لمقاومة هؤلاء الأعداء مردداً قول الله تعالي " و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون " وقوله تعالي "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌالَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ "أي أننا نأخذ بالأسباب و نعتصم بالله لقوله "إ ن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم "
وتابع سلامة إن إخوانكم من العالم الإسلامي يتعرضون كما أنتم تتعرضون لهذه الحروب الطائفية ولكنهم باعتمادهم على الله وتوكلهم على الله بعد الأخذ بالأسباب نرى باليقين نصر الله لهم ضارباَ لهم مثل بما يحدث في أفغانستان ومع أخوانهم هناك حين تآمرت عليهم كل جيوش العالم الصليبي و على رأسهم أمريكا ومعهم حكام المسلمين والعرب الذين مهدوا لهم الطريق لغزو أفغانستان من خلال أراضيهم وأجوائهم وبحارهم ومع هذه الجيوش انتصرت إرادة الله ثم إرادة هذه الشعوب بجهاد أبنائهم وهم ليس لديهم من معدات القتال ما يتناسب مع أسلحة أعدائهم بل أنهم كانوا لا يحملون إلا الأسلحة الخفيفة لأنهم يعتمدون على قوله تبارك وتعالى " فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى "
وأضاف بقوله " لما يحدث مع أبناء العراق الشقيق حين واجهوا هذه القوات المعتدية وانتهت بفضل الله تبارك وتعالى بانتصار القلة المؤمنة كما حدث لإخوانكم في غزة ولبنان وفى السويس في حربهم ضد الجيوش الصهيونية وهم قلة تعد على الأصابع ونصرهم الله على هذه القوات وأنتم ولله الحمد عشرة ملايين وسط خمسين مليون أي أنكم تمثلون قوة كبيرة إذا اعتصمتم بالله وتوكلتم على الله حق توكله ولم تتنازعوا فيما بينكم لقوله تعالي "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُواولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم " وقوله " إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار " التي أنزلهم الله في كتابة تتلي إلي أن يرث الأرض من عليها وإنه على يقين مع تجمع الصليبية العالمية والصهيونية العالمية والبوذية العالمية على المسلمين سواء كانوا أقلية أو أكثرية
وأختتم بقوله : إلا أننا بفضل الله نرى أن المعتصمين بالله والمتوكلين عليه مع الأخذ بالأسباب قد تحققت على أرض الواقع في أيامنا هذه التي تخلى فيها حكام المسلمين والعرب عن قضايا إخوانهم المضطهدون في العالم لقول ربنا جل وعل" كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ " خاتماً رسالته للمسلمين في بورما بأن يعتمدوا على الله وتوكلوا عليه وأخذهم بالأسباب التي أنزلها في كتابه العزيز