إن كنت تعانين من آلام عضليّة تنتشر في أنحاء مختلفة من جسمك أو تيبّس في الجسم والمفاصل عند النهوض من الفراش أو اضطراب في النوم، إضافة للكآبة والتوتّر، وكان عمرك بين ال 35 و 55، فإنّ ذلك يرجّح إصابتك بمرض يسمّى "الألم الليفي العضلي". دراسة جديدة، قام بها باحثون في مركز "ميو كلينيك" الشهير، درست ترافق كلّ الأعراض السابقة بالبدانة، وخلصت إلى أنّ البدانة قد تكون مسبّباً، أو ربّما عرضاً من أعراض هذا المرض الغريب.
غرابة هذا المرض تأتي من كونه مبهم السبب، كما أنّ تشخيصه هو عمليّة شاقّة حيث أنّه لا توجد أي فحوصات مخبريّة يمكن أن تؤكد أو تنفي الإصابة به بشكل قاطع. كما أنّ المشكلة تتفاقم إذا علمنا أنّه ليس من إحصاءات دقيقة تشير إلى مدى شيوعه في البلدان العربيّة رغم أنّ التوقعات ترجح انتشاره بنسبة كبيرة خصوصاً بين النساء، فالإحصاءات تشير مثلاً أنّ أكثر من 2% من سكّان أمريكا مصابون به، أغلبيّتهم الساحقة من النساء، و"البدينات" كما تشير دراستنا الجديدة.
نشرت الدراسة في مجلّة Arthritis Care & Research، وشملت 888 مريضاً بالألم الليفي العضلي، تمّ فحص معدّل البدانة لديهم وفق معايير خاصة تعتمد على الوزن والطول، فوجد أنّ البدانة كانت سمة مشتركة بين نصف المرضى، بينما صنّف ربع المرضى على أنّهم يعانون من "سمنه شديدة".
من الملاحظات المهمّة التي خرجت بها الدراسة أنّ أعراض المرض (آلام وتعب وأرق واكتئاب .. إلخ) كانت أشدّ عند من يعانون من السمنة مقارنة بنظرائهم، وأنّ شدّة هذه الأعراض تتناسب طرداً مع ازدياد الوزن.
' إنّ النتائج التي خرجت بها هذه الدراسة تؤكّد على أهميّة إضافة آليّات ضبط الوزن ضمن البرنامج العلاجي لمرضى الألم الليفي العضلي ' يقول الدكتور "تيري أو" مؤلّف الدراسة.
أضاءت الدراسة جانباً مهمّاً من جوانب هذا المرض الغامض، إلا أنّها لم تستطع أن توضّح فيما إذا كانت البدانة سبباً للمرض أم نتيجة له، إذ يمكن أن تكون نتيجة للألم والتعب وما يسببه من محدوديّة في النشاطات الفيزيائيّة، وبذات الوقت فإنّ اشتداد أعراض المرض عند البدناء يمكن أن ترجّح أن تكون "السمنة" مسبباً للمرض لا عرضاً له.