الأقصر مدينة المائة باب ، وهى تحوى ثلث أثار العالم وثلثى أثار مصر ، ولا تقتصر حضارتها على الحضارة المصرية القديمة فقط ، وانما هناك الحضارة الإسلامية بجوامعها الشامخة الشاهدة على مدى عظمة الاسلام ومنها جامع أبو الحجاج الأقصرى بمحافظة الأقصر. يعتبر مسجد أبو الحجاج الأقصرى من أشهر الجوامع بالأقصر ، حيث يجمع بين الحضارة الفرعونية والإسلامية ، وبنى الجامع على الجانب الشمالى الشرقى من معبد الأقصر ، ويعود تاريخ إنشاؤه إلى العصر الأيوبى ، والجامع يبلغ ارتفاع مدخله 12 متر ، ويعلوه مئذنة مبنية بالطوب اللبن يبلغ ارتفاعها 14 متر و15 سم ، وتعود إلى عهد أبى الحجاج وتأخذ شكل 3 طوابق وفى أعلاها مجموعة من النوافذ والفتحات ، والجزء السفلى المربع مقوى بأعمدة خشبية. ومن أهم محتويات الجامع ، القبة التى تعلو ضريح أبو الحجاج ، وهى عبارة عن قاعدة غير منتظمة الأبعاد. ويعود اسم الجامع إلى القطب الصوفي الكبير يوسف بن عبد الرحيم بن يوسف بن عيسى الزاهد، المعروف بأبي الحجاج الأقصري حيث حل ضيفا علي مصر والأقصر قادما من بغداد او شبه الجزيرة العربية علي الارجح واسس مسجد أبي الحجاج الأقصري أو جامع أبو الحجاج كما يسميه العامة ؛ إذ شيده ابو الحجاج سنة 658 ه ، 1286م ، ودفن بداخله. ومنذ بناء الجامع ، وأهالي الاقصر يطلقون علي المنطقة امام المسجد بوسط مدينة الأقصر (ميدان أبو الحجاج). ساحة معبد الأقصر وميدان ابو الحجاج , او إن شئت قل ميدان تحرير الأقصر , هذه الساحة الشهيرة وهذا الميدان التاريخي الذي شهد لحظات فارقة في تاريخ الأقصر. وتحول ميدان ابو الحجاج الي ساحة كبيرة للمسجد والمعبد بعدما اجريت لها عدة تعديلات وعمليات توسعة علي يد محافظ الأقصر الأسبق الدكتور سمير فرج الذي قام بإزالة جميع الابنية والحدائق حول المسجد والمعبد ثم قام بتزيينها بالرخام واعمدة الانارة الضخمة واقتطع مساحات من كبيرة من المنشات حولها وازال حديقة ابو الحجاج ونادي الطفل لتتجاوز مساحتها مئات الامتار وتصبح ساحة المسجد والمعبد ثاني اكبر ساحة ميدانية مكشوفة بوسط المدينة السياحية الأقصر بعد ساحة معبد الكرنك التي تتخطاها في المساحة . دأب الأقصريون علي التجمع بكثرة داخل هذه الساحة سواء في الأعياد والموالد والمناسبات العامة والخاصة وتحول ميدان ابو الحجاج و ساحة معبد الاقصر الي مزار يقصده المصريون والسياح بعد زيارتهم لمعبد الاقصر او مسجد ابو الحجاج.
ميدان ابو الحجاج وساحة معبد الأقصر المكان الوحيد الاثري التاريخي بالاقصر الذي جمع بين التراثين الاسلامي والفرعوني وكان مسرحا للاحتفالات المختلفة بالمحافظة ، وقد تحول الي ميدان تحرير اخر وساحة تنادي بإسقاط النظام بعد خروج الالأف من ابناء المحافظة لاول مرة في تظاهرة حاشدة ليقولوا كلمتهم ويعلنوا عن تضامنهم مع معتصمي التحرير. في احيان كثيرة بدا الميدان هادئا بعيدا عن اجواء الثورة بالقاهرة وفي اوقات اخري كان للثوار رأي اخر ، فلم يشهد الميدان نصب خيام اومبيت اثناء ايام الثورة الاولي باستثناء اعضاء ائتلاف ثورة 25 الذين اتخذوا من الميدان مقرا لهم لايام محدودة بعد تنحي مبارك ليشاركوا في احداث ايام الثورة. وبمرور الوقت اصبح ميدان ابو الحجاج وساحة معبد الاقصر ملجا للسياسيين والشخصيات العامة وقادة الاحزاب بل ومرشحي الرئاسة الذين اتخذوا من الميدان مكانا لالقاء خطبهم الرنانة لاستمالة المواطنين نحوهم وللترويج لأحزابهم.