ساحة معبد الأقصر وميدان أبوالحجاج.. أو إن شئت قل ميدان تحرير الأقصر .. هذه الساحة العالمية وهذا الميدان التاريخي الذي شهد لحظات فارقة في تاريخ الوطن .. بدأت منذ آلاف الأعوام حينما شيد الفراعنة معبد الأقصر علي الضفة الشرقية لنهر النيل منذ أكثر من 1400 عام قبل الميلاد في عهد ملوك الأسرة الثامنة عشرة والأسرة التاسعة عشرة. زين المعبد بمشاهد انتصارات رمسيس العسكرية "لاسيما معركة قادش. كما سجلت انتصارات الفراعنة في وقت لاحق. لاسيما انتصارات الأسرة 25 للسلالة النوبية ليصبح المبعد شاهدا علي ملاحم التاريخ. وبعد مئات الأعوام أفلت ملامح المعبد بعدما تراكمت عليه الأتربة وعفي عليه غبار الزمن وقتها حل القطب الصوفي الكبير يوسف بن عبدالرحيم بن يوسف بن عيسي الزاهد. المعروف بأبي الحجاج الأقصري أو جامع أبوالحجاج كما يسميه العامة. إذ شيده أبوالحجاج سنة 658ه 1286م. في العصر الأيوبي فوق معبد الأقصر. ودفن بداخله. ومنذ ذلك الحين أطلق أهالي الأقصر علي المنطقة أمام المسجد بوسط المدينة. "ميدان أبوالحجاج". وتحول ميدان أبوالحجاج إلي ساحة كبيرة للمسجد وللمبعد. بعدما اجريت لها عدة تعديلات وعمليات توسعة علي يد محافظ الأقصر الأسبق الدكتور سمير فرج الذي قام بإزالة جميع الأبنية والحدائق حول المسجد والمعبد ثم قام بتزيينها بالرخام وأعمدة الانارة الضخمة. دأب الأقصريون علي التجمع بكثرة داخل هذه الساحة سواء في الأعياد والموالد والمناسبات العامة. والخاصة وتحول ميدان أبوالحجاج وساحة معبد الأقصر إلي مزار يقصده المصريون والسياح بعد زيارتهم لمعبد الأقصر أو مسجد أبوالحجاج. ميدان أبوالحجاج وساحة معبد الأقصر المكان الوحيد الأثري التاريخي بالأقصر الذي جمع بين التراثين الإسلامي والفرعوني وكان مسرحاً للاحتفالات المختلفة بالمحافظة تحول إلي ميدان تحرير آخر وساحة تنادي بإسقاط النظام بعد خروج الآلاف من أبناء المحافظة لأول مرة في تظاهرة حاشدة ليقولوا كلمتهم ويعلنوا عن تضامنهم مع معتصمي التحرير مؤكدين أن الثورة ليست بالقاهرة فقط وانما في جميع محافظات مصر ليصبح ميدان أبوالحجاج مثله مثل شارع بورقيبة في تونس. وساحة التغيير بصنعاء اليمن. وميدان التحرير ببني غازي ليبيا. بل إنه شابه في وقت كثير ميادين عالمية اخري مثل "تيان" في بكين "ينسيسلاس" في براغ "ازداي" في طهران"دي لا باستيل" في باريس "دي لاتري كالتيور" في المكسيك "ديسمبريستش" في بيتر سبرج" "ترافالجار" في لندن. و"اندبندس" في كييف وأخيراً "يونيون سكوير" في نيويورك. أصبح التلسكوب السياسي يوجه نظره نحو ميدان أبوالحجاج وبمرور الوقت أصبح ميدان أبوالحجاج وساحة معبد الأقصر ملجأ للسياسيين والشخصيات العامة وقادة الأحزاب بل ومرشحي الرئاسة الذين اتخذوا من الميدان مكاناً لالقاء خطبهم الرنانة لاستمالة المواطنين نحوهم وللترويج لاحزابهم ونشر أفكارهم ومعتقداتهم.