ميت عنتر...إحدي ضواحي مدينة طلخا ، ويفصلها عن مدينة المنصورة نهر النيل ... ورغم أنها تقع على مرمى بصر السادة المسئولين في مبنى ديوان عام محافظة الدقهلية وكذلك القابعين خلف مكاتبهم في مجلس مدينة ومركز طلخا ...وإذا ما نظر محافظ الدقهلية من شباك مسكنه المطل على النيل لأبصر منازلها ...إلا أن كل هذا لم يشفع لها لتنال من رعايتهم واهتمامهم أقل القليل... لقد نسيها السادة المسئولين عن عمد بلا ذنب جنته أيدي أهلها. واليوم وبعد أن أشرق على مصر فجر جديد أزاح قوى الظلم والفساد ، ينتظر أهالي ميت عنتر لعل السادة المسئولين تتغير مفاهيمهم في العمل مع تغير الشعب المصري بعد ثورة 25 يناير... لقد طاروا فرحا بعد إعلان السيد رئيس الجمهورية لبرنامج المائة يوم الأولى والتي تأتى مشاكل القمامة والصرف الصحي والخبز والغاز والمواد البترولية على رأسها وهم ينتظرون ليروا كيف سيتعامل السادة المسئولين بالوحدة المحلية بالقرية ، أو برئاسة مركز ومدينة طلخا ، أو من جهاز شئون البيئة بالمحافظة ، أو جهاز الطب الوقائي لمعاينة مشاكل القرية على الطبيعة ووضع الحلول العملية لحلها .
جمعية تنمية المجتمع المحلي بالقرية
يوجد بالقرية جمعية تنمية للمجتمع وهي جمعية أهلية تابعة لوزارة التضامن الإجتماعي وأقيمت بالجهود الذاتية ( مشهرة برقم 175 لسنة 1995 ) ، وتقوم هذه الجمعية التي يرأسها أحد أبناء القرية المخلصين وهو جمعة عبد العزيز شحاتة والذي تحدث إلينا قائلا : قامت الجمعية بتقديم خدمات تنموية بالجهود الذاتية حيث أنها لا تحصل على إعانات من وزارة التضامن الإجتماعي مثل بقية الجمعيات...ورغم أنها تصدت لمشكلة تراكم القمامة بالقرية وتعاونت مرات عديدة مع الوحدة المحلية في القرية لرفع هذه القمامة ولكنها سرعان ما تعود مرة ثانية نظرا لوجود جرار واحد يقوم برفع القمامة وفي مرات كثيرة لا يأتي فيقوم الأهالي بالتخلص منها بإلقائها في أوقات متأخرة من الليل في الأماكن المكشوفة لتتجمع مكونة تلال وجبال من القمامة والتي تكون مرتعا لكل أنواع الحشرات الزاحفة التي تهاجم بيوت المواطنين إضافة إلى الفئران والبعوض والذباب مما يصيب الأطفال خاصة بالأمراض المختلفة.
وفد من الكونجرس الأمريكي يزور القرية
حصلت جمعية تنمية المجتمع بالقرية على مشروع من الوكالة الدولية للتنمية وهو مشروع التكامل الصحي بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان مدعوما من الوكالة الدولية للتنمية ومدته عام واحد ، ويهدف المشروع إلى تطوير الوحدة الصحية بالقرية وتزويدها بالأجهزة الطبية الحديثة وبالفعل تم تزويدها بجهاز سونار وأجهزة تحليل حديثة بالإضافة إلى تطوير قسم الأسنان وتزويده بعدد 2 كرسي أسنان...وقامت الجمعية بتوفير 13 فرصة عمل حيث تم تعيين 8 رائدات ريفيات ومنسقة للمرأة ومنسق للشباب بالإضافة إلى مشرفة للمشروع ومديرة للمشروع ومحاسب للمشروع...ونظرا للجهد الكبير والغير عادي الذي بذله هؤلاء العاملين والعاملات من أجل إنجاح المشروع حصلت الجمعية والوحدة الصحية على المركز الأول على مستوى الجمعيات التي نفذ فيها نفس المشروع . وتوج هذا الجهد بزيارة 5 وفود أجنبية للمشروع كان آخرها وفدا أمريكيا مكون من 55 عضوا من بينهم 4 أعضاء بالكونجرس الأمريكي...كما تم تكريم مجلس إدارة الجمعية من قبل السيد محافظ الدقهلية السابق / سمير سلام وبحضور مندوبين عن الوكالة الدولية للتنمية رفي شهر نوفمبر 2010 الماضي.. وتقديرا لدور الجمعية المتميز في خدمة أهالي القرية تم اختيارها لتكون الجمعية الوحيدة في مصر التي تم مد عمل المشروع بها لمدة عام آخر حيث شمل نشاط الجمعية في هذا المشروع إقامة ندوات صحية أسبوعية ، مشروع المرأة العربية تتكلم ، مطبخ تعليمي ، تشجير شوارع القرية ، دهان أعمدة لإنارة بالقرية ، المساهمة في نظافة القرية ورفع القمامة منها بالإضافة إلى مشاريع وندوات للشباب.
أنشطة رياضية وفرق لكرة القدم
إيمانا من جمعية تنمية المجتمع بالقرية بأن الشباب هم عماد المستقبل وعدته وبالتعاون مع أهالي القرية تم تكوين عدة فرق لكرة القد خاصة بعد أن تبرع أحد الأهالي بثلاثة أفدنة داخل كردون القرية لإنشاء ملعب عليها لكرة القدم يمارس عليه الشباب نشاطهم الرياضي بدلا من النزوح إلى القرى الأخرى للعب ومنع الأهالي لهم من اللعب خارج القرية خوفا عليهم خاصة صغار السن منهم. وبالفعل قامت الجمعية بتمهيد الملعب وتسويته وتجهيزه ليكون صالحا للعب فتم إقامة العديد من المباريات عليه خاصة وأن القرية تمتلئ بالعديد من المواهب الرياضية وخرج منها لاعبين أفذاذ مثل الكابتن / عبد الظاهر السقا المحترف بتركيا سابقا واللاعب بالمنتخب الوطني المصري والمرحوم الكابتن / أحمد فهمي – لاعب النادي الأهلي ومنتخب مصر السابق إضافة إلى الكابتن / هشام عويضة – لاعب منتخب مصر للشباب والمحترف حاليا بأمريكا....كما يوجد بها المئات من اللعبين الموهوبين الذين هم في حاجة إلى فرصة لإثبات مواهبهم...
الملعب أصبح مقلبا للقمامة وبحيرة لمياه الصرف الصحي
الغريب في الأمر أن القرية يوجد بها مركز متهالك للشباب والأنشطة تمارس فيه على الورق فقط ...ورغم بدء النشاط الرياضي بالملعب الذي تبرع به أحد المواطنين تقاعست الوحدة المحلية بالقرية عن رفع القمامة من القرية فتحول الملعب بقدرة قادر إلى مكب للنفايات وأصبح مقلبا للقمامة حيث يقوم الأهالي في أوقات متأخرة من الليل بإلقاء القمامة فيه مما صعب على فريق الجمعية لكرة القدم الإستعداد للموسم الجديد ، كما أن غرف تفتيش الصرف الصحي المحيطة بالملعب تصب مياه الصرف الصحي بالملعب نتيجة عدم وجود أغطية لهذه من الحديد الزهر ولكنها من الأسمنت غير المحكم الذي يؤدي إلى تسرب المياه منها لتكون مرتعا خصبا للبعوض والذباب وبقية الحشرات ، إضافة إلى وقوع الأتربة بها فتعمل على سدها فتساهم في تسريب المياه منها...كما أن مناسيب عمل هذه الغرف مختلف ما بين مرتفع ومنخفض نتيجة لعيوب مدها من جانب المقاول ...مما دفع مجلس إدارة الجمعية إلى إستئجار ملعب السماد بمبلغ 400 جنيه شهريا ليتدرب عليه الفريق رغم أن الجمعية ليس لها أي موارد مالية تفي بالصرف على النشاط الرياضي ولولاتبرع بعض أهالي القرية لما تمكن الفريق من ممارسة نشاطه.. وهم يتساءلون : ألا تكفي ثلاثة أفدنة لإقامة مركز شباب نموذجي يخدم أبناء القرية ويهيئ لهم ممارسة النشاط الرياضي داخل قريتهم وعلى مرأى ومسمع من الأهالي؟
شكونا للمحافظ وللمسئولين...بلا فائدة
تقدم اهالى القرية بشكوى للواء صلاح الدين المعداوي - محافظ الدقهلية وتم تحويلها للإسكان لمعاينة الملعب وأكوام القمامة على الطبيعة كونه جهة محايدة وبسبب عدم اهتمام الوحدة المحلية بالقرية والسيد مدير عام الهيئة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي بطلخا ولم يبت فيه وتقدمنا مرة أخرى بشكوى في شهر يناير 2012للسيد مدير عام الهيئة العامة للمياه والصرف الصحي بطلخا ولكنه لم يحرك ساكنا ...فمتى سيتحرك المسئولين لتنفيذ برنامج رئيس الجمهورية للمائة يوم الأولى والذي يهتم فيه بالنظافة؟