أكد أحد علماء الأزهر الشريف أن هناك قرارا من مجمع البحوث الإسلامية بتحريم تجسيد الأنبياء وآل البيت والعشرة المبشرين بالجنة، لافتا إلي أن الأزهر لا يمكن أن يوافق علي مسلسل يجسد عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ورغم إقراره بتمسك الأزهر الشريف بقرار مجمع البحوث الإسلامية إلا أن الشيخ إبراهيم رضا عضو لجنة الحوار في الأوقاف المصرية يري أنه "لا غضاضة في تجسيد الصحابة لأنهم بشر". يأتي ذلك بسبب الجدل المثار حاليا عقب إعلان قناة (إم بي سي) عزمها عرض مسلسل ديني في رمضان بعنوان "عمر" يتناول حياة وشخصية ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب. وقال الشيخ ابراهيم رضا لوكالة أنباء الشرق الأوسط "أنا مع حرمة تجسيد الأنبياء والسبب في ذلك أن للنبي صورة مثالية في الذهن لا يصح أن يتم تجسيدها من خلال شخص ليس متصفا بالعصمة كما كان حال الانبياء،أما بالنسبة لتجسيد الصحابة ففيه آراء وفيه كلام". وأضاف: أناأري أنه يجوز تجسيد بعض الصحابة كوسيلة من وسائل الايضاح ولكن بضوابط شرعية معينة"،قائلا:" لا يمكن أن نظل نرفض، ونقول للناس لا تشاهدوا هذا المسلسل لان فيه تجسيد لصحابي فالان الفضائيات في البيوت والواقع تغير ولذلك لابد أن تتغير معها الفتاوي ولكن من خلال أعمال تتسم بالنزاهة والرقي وعدم الاخلال بالقيم". ودعا الشيخ رضا وهو أحد علماء الأزهر الشريف،إلى الوقوف على أرضية مشتركة من أجل تثقيف المسلم وتعريفه بقيمة الاسلام من خلال وسائل الايضاح سواء بتدريس السيرة أو بالفن من خلال أشخاص معروف عنهم داخل الأوساط الفنية النزاهة والرقي والاخلاق الحميدة. وقال إن الفن له تأثيره في المجتمع فلماذا -وهذا من باب الاجتهاد-لا نعتمد الفن المهذب الراقي في تجسيد بعض الصحابة والاستعانة بفنانين معروف عنهم الالتزام والتدين بشكل يخدم الدين الاسلامي والمجتمع ". وحول وجود نصوص نبوية تحرم تجسيد الصحابة قال:" لا يوجد نص صريح بهذا الخصوص،وفي الدين الاسلامي هناك منطقة اجتهاد يتفق فيها بعض العلماء ويختلفون،ولكن هناك أمور أستجدت على الامة لم تكن موجودة في الماضي والصحابة والخلفاء الراشيدن بشر لذلك يمكن أن أقدمهم وأجسدهم ولكن بشروط معينة لا تخل باجلالهم". وانطلقت حملات في بعض الدول العربية تحذر من مشاهدة مسلسل"عمر"، ففي الكويت، وحسب تقارير صحفية، أقام محامي كويتي دعوي قضائية ضد قناة (أم.بي.سي) أمام المحكمة المستعجلة في الكويت لمنع عرض المسلسل لوجود موانع شرعية لا تجيز تمثيل أو تجسيد الصحابة في المسلسلات أو الأفلام أو غيرها. واعتبر المحامي أن هذه المسلسلات ترسخ في ذهن المشاهد والطفل سلوك ذلك الممثل أو طريقته بأنه هو الصحابي الجليل المراد تمثيله،وأن الممثل لا يستحق تجسيد شخصية خليفة من خلفاء المسلمين، مؤكدا أن الثوابت الإسلامية والأعراف تعارض هذا الفعل، فضلا عن المحظورات الشرعية وحفاظا على كرامة ورفعة وعزة الصحابة الكرام من الإزدراء أو التحقير لجانا إلي القضاء المستعجل لوقف بث هذا المسلسل. وفي الإمارات، حذر مدير إدارة الإفتاءالدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد الجمهور من مشاهدة المسلسل، وقال إن الصحابة الكرام، ولا سيما العشرة المبشرين بالجنة والخلفاء الأربعة،رضي الله تعالى عنهم أجمعين، هم جميعا محل القداسة والتبجيل العظيمين، والإزدراء بهم بأي طريقة كانت يعتبر طعنا في الدين الاسلامي، واستفزازا لمشاعر المسلمين، فهم الذي حملوا الدين ونقلوه إلى أصقاع الأرض، فدخل الناس في دين الله أفواجا ببركة جهدهم وجهادهم". وانطلقت عدة حملات على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت تطالب بمقاطعة المسلسل وتحذر من مشاهدته اعتمادا على آراء وفتاوى بعض العلماء الذين يحرمون تمثيل أشخاص الصحابة، ورأت أن هذه الأعمال تشوه صورة الصحابة الكرام في أذهان الناس العاديين والجيل الجديد الذي تراجعت لديه عادة القراءة. ومسلسل "عمر" إنتاج مشترك بين مجموعة (ام.بي.سي) وتليفزيون قطر واستغرق ما يقرب من 300 يوم تصوير، وأكثر من 30 ألف شخص من الطاقم والممثلين. ويكتنف المسلسل حالة من الغموض بسبب تكتم تفاصيل العمل، حيث يقتصر ما تم الإفصاح عنه على بروموهات أو تنويهات إعلانية تذيعها قنوات (ام بي سي)، وتقول إن مسلسلا تليفزيونيا يجسد شخصية ومسيرة وحياة ومواقف خليفة المسلمين الصحابي الجليل أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه سيذاع على القناة التليفزيونية الفضائية(إم بي سي) خلال شهر رمضان المبارك. وطبقا للمشاهد التي تم بثها كدعاية للمسلسل والمواقف والأحداث سيؤدي الممثل السوري غسان مسعود دور أبي بكر الصديق، في حين يؤدي مخرج العمل حاتم علي دور الإمام علي بن أبي طالب. بينما لا يزال المنتجون يتكتمون علي إسم الممثل الذي سيؤدي دور الفاروق عمر، بالرغم من تداول مواقع التواصل الاجتماعي لمعلومة تؤكد أن الممثل السوري تيم الحسن سيجسد شخصية عمر بن الخطاب. ويشارك في بطولة المسلسل من سوريا أيضا منى واصف، وسوزان نجم الدين، والكويتي فيصل العميري، والقطري غازي حسين، واللبنانية برناديت حديب، والمغربيان محمد مفتاح وهشام بهلول، والتونسي فتحي الهداوي،في حين أسند الإخراج للسوري حاتم علي، الذي تتمتع أعماله بدرجة عالية من الأمانة التاريخية،وقام بالتأليف الأديب الفلسطيني وليد سيف،الذي سبق له التعاون مع حاتم علي في مسلسل "التغريبة"الفلسطينية. ويتطرق هذا المسلسل التاريخي إلى ما يحمله "الفاروق" من قيم وصفات تحلى بها، منها :العدل، الحكم الصالح، الحكمة، التسامح، الروح القيادية والبطولة، وغيرها.. كما يسلط الضوء، على الصفات الشخصية للخليفة، إضافة إلى البيئة الاجتماعية التي كانت سائدة وقتها من حيث القيم والمفاهيم، وكذلك البيئة الجغرافية الطبيعية. ويعتبر مسلسل "عمر بن الخطاب"أضخم دراما في تاريخ التليفزيون الحديث في المنطقة ، وهو يسير نحو العالمية عبر منح حقوق عرضه لشبكات تلفزيونية متعددة حول العالم.