ما يقرب من الشهر مر علي وفاتها.. شهر فقط هي مدة كافية ليتناسي البعض أحزانه ويبدأ نصب شراكه لتحقيق أقصي استفادة ممكنة، فعلي اسم فنانة بحجم وردة يستطيع أي منتفع المتاجرة، والبحث عن مخططات تبيح له الربح. مؤخرا قامت الفنانة اللبنانية نيللي مقدسي بإعادة طرح وتوزيع أغنية "علي عيني" التي غنتها الفنانة وردة من قبل، واعتبر البعض أن التفكير في إعادة أغاني الفنانة الراحلة تلك الأيام أمر يدعو للحزن والرثاء، حيث لم يكن مر علي رحيلها سوي أيام قليلة، وكان يجب تأجيل الأمر لفترة.
نفس الأمر قامت به نوال الزغبي حيث أعلنت مؤخرا عزمها علي وضع صوتها علي إحدي الأغنيات الشهيرة للفنانة الكبيرة كنوع من التكريم لها، وأشارت إلي أنها تعتبر وردة بمثابة المثل الأعلي لها في الغناء.
كما نمي إلي علمنا أن الناقد الرياضي محمود معروف بصدد تجهيز عمل درامي طويل يستعرض خلاله حياة الفنانة الجزائرية، بل ويتردد أنه اتفق بالفعل مع المنتج اسماعيل كتكت علي إنتاج هذا المسلسل.. وهذا المشروع له قصة طويلة تمتد لسنوات بعيدة، حيث قام معروف منذ فترة طويلة بعمل كتاب عن وردة أطلق عليه اسم "أميرة الطرب" بعد أن أجري معها عدة حوارات مطولة عن حياتها، إلي جانب أنه قابلها منذ فترة قريبة وقبل وفاتها وأجري معها حوارات أخري نشر جزء منها، ثم فوجئ بها تطلب منه عدم نشر ما تبقي من حوارات، وتأجيل ذلك لما بعد وفاتها، فأذعن لطلبها وأوقف نشر باقي الحوارات.
ثم جاءت وفاة وردة لتفتح الباب مرة أخري لنشر ما تم تأجيله، لكن الناقد الرياضي فكر في الإستفادة بشكل آخر عن طريق عمل مسلسل إذاعي اتفق مع طارق ابو السعود رئيس الإذاعات المتخصصة في اتحاد الإذاعة والتليفزيون علي مسألة انتاجه، ثم عرض الأمر علي المنتج محسن جابر صاحب قنوات مزيكا، ليجمعهما أكثر من اجتماع وضعا خلاله الخطوط العريضة لمشروع عمل تليفزيوني، فتحمس معروف للأمر وبدأ فعليا في كتابة السيناريو، ليتفق بعد ذلك مع كتكت علي مسألة انتاجه.. ويتردد أن معروف إنتهي حتي الآن من كتابة ما يقرب من عشر حلقات.
علي جانب آخر لا يجب أن ننسي اسهامات الموسيقار صلاح الشرنوبي في هذا السياق حيث أعلن مؤخرا أن وردة أوصته قبيل وفاتها بأن يقوم بعمل مسلسل يتناول سيرتها الذاتية، علي أن تقوم المطربة الشابة آمال ماهر بدور البطولة فيه.. يأتي هذا بالرغم من أن نفس الملحن شن هجوما كبيرا عليها في أعقاب صدور ألبومها الأخير "اللي ضاع من عمري" الذي أنتجته لها شركة روتانا، بل وأنه طالبها من خلال الصحف والإعلام بالإعتزال حفاظا علي تاريخها، فيما أرجع البعض هذا الهجوم إلي أن المطربة لم تأخذ منه أية ألحان في هذا الألبوم فتسبب ذلك في غضبه الشديد.
من جهته فإن رياض نجل الفنانة وردة يترقب صدور أي عمل فني يستلهم حياة والدته للحصول علي مقابل مادي باعتباره الوريث الشرعي لها، كما ردد البعض أنه كان السبب الأساسي في مسألة عودتها للغناء رغم نصيحة المقربين لها بعدم العودة كي لا يؤثر ذلك علي قيمتها الفنية وتاريخها الغنائي الكبير.. خاصة وأن جماهيريتها العريضة لن تقبل بظهورها بشكل غير لائق، لكنها في النهاية أذعنت لطلب نجلها، واتفقت مع روتانا علي تسجيل الألبوم الأخير لها، فكان الهجوم عليها عنيفا في أعقاب صدوره حيث لم يكن صوتها بالجودة المعروف بها بسبب عامل الزمن الذي أثر علي نبراته الجميلة والقوية.
في نفس الوقت رفض القائمون علي شركة روتانا طلب التليفزيون المصري بالحصول علي إحدي الأغنيات الأخيرة للفنانة الراحلة لإذاعتها خلال الإحتفال بذكري الأربعين الخاص بها، وذلك رغم أن الفنانة الراحلة تمسكت بالتعامل مع الشركة رافضة العروض الأخري، ما اعتبره البعض نوعا من الجحود ونكران الجميل لها.
قطعا لا تستحق وردة أن نفعل بها كل ذلك.. مؤكد أنها لم تدرك للحظة أن البعض سيختصر تاريخها الطويل في سبوبة للرزق تنتهي بمجرد عرضها، أو أن من أعطتهم فنها تخلوا عنها في لحظات. السيد العديسي