أوضحت صحيفة "لوبوان" الفرنسية أن الحرب الكلامية بين العسكر الحاكمين في مصر والإخوان المسلمين – الذين واصلوا أمس الجمعة استعراض قوتهم في شوارع القاهرة – من الممكن أن تجد حلًا في المفاوضات السرية التي تدور في الكواليس. فقد صرح مسئولون من الجانبين لوكالة رويترز للأنباء أن العديد من اللقاءات جرت على مدار الأسبوع الماضي الذي يشهد انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية وإصدار الجيش مرسومًا يمنحه السلطات التشريعية.
ومن المقرر عقد اجتماع جديد من يوم السبت ثم يعقبه إعلان نتائج جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية بين محمد مرسي ، مرشح الإخوان المسلمين ، وأحمد شفيق ، آخر رئيس وزراء في عهد حسني مبارك.
وكان خيرت الشاطر ، المسئول عن الشئون المالية والاستراتيجية في جماعة الإخوان المسلمين ، قد صرح قائلًا : "لقد التقينا بهم من أجل مناقشة سبل الخروج من الأزمة عقب حل البرلمان وتحديد سلطات الرئيس القادم". وأضاف : "لكن العسكر لديهم شعور بأنهم يمتلكون السلطة وليسوا مستعدين إلى تسوية حقيقية".
وكان اللواء ممدوح شاهين ، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، قد أكد اجراء تلك اللقاءات وأعاد تأكيد التزام الجيش بالتحول الديمقراطي. وقد رفض شاهين الطلب الذي تقدم به الإخوان المسلمون بإلغاء المرسوم الذي أصدره العسكر في السابع عشر من يونيو عقب إغلاق مراكز الاقتراع مباشرة.
وقال اللواء شاهين لوكالة رويترز : "هناك بالتأكيد اجراء يقوم على جمع الأصوات قبل إعلان النتائج". وأضاف : "لكن هناك أيضًا سياسة في الكواليس" التي تسمح للجانبين بالحكم على أنفسهما. فإنه "من الممكن أن يقوم الإخوان بإخراج الملايين من أنصارهم المنضبطين في حين أن مهمة الجيش هي توفير النظام".
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه على ما يبدو أن المفاوضات الجارية بين الجيش والإخوان المسلمين تقوم على فرضية فوز محمد مرسي. كما أوضحت أنه تم الإعلان من انتهاء الاقتراع عن تقدم المرشح الإسلامي في فرز الأصوات ، وذلك من مصادر عسكرية وقريبة من لجنة الانتخابات.
وتركز المناقشات بين الإخوان والعسكر بصفة أساسية على الحدود التي يرغب الجيش في فرضها على صلاحيات مكونات الدولة المختلفة في الدستور القادم. فقد أعرب اللواء ممدوح شاهين عن رغبته في "ضمان عملية سياسية متوازنة". كما أعرب عضو آخر في المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن قلق العسكر في مواجهة "المدنيين الذين يفتقرون إلى الخبرة ويقودون البلاد إلى الاتجاه الخاطئ".
وتعد هذه الحجة هي التي تثير خيرت الشاطر الذي كان مرشح الإخوان المسلمين في الانتخابات الرئاسية قبل بطلان ترشحه ، حيث قال الشاطر : "إنهم يلتقون بنا وبآخرين. ويقولون ما يريدون قوله. ويستمعون قليلًا. ولكن في نهاية المطاف ، يفعلون ما يشاءون".