قال عاشور بن خيال وزير خارجية ليبيا أن مصر لها الأولوية فى الإستثمارات التى ستتم لإعمار ليبيا .. مؤكدا أن بلاده تثمن الدور المصرى المشرف خلال ثورة 17 فبراير التى أطاحت بنظام القذافى . وأضاف بن خيال فى حديث لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط فى ليبيا اليوم الجمعة أن العلاقات المصرية لها جذور راسخة وتمتد عبر التاريخ وأن مكانة مصر لا ينكرها إلا جاحد . وأشار فى هذا الصدد إلى التجانس الإجتماعى بين الشعبين الليبى والمصرى الذى رسخته أحداث الثورة الليبية وما قدمته نظاما وشعبا إلى ليبيا خلال تلك المرحلة الحساسة . ونوه إلى أن الجانبين المصرى والليبى يسعيان إلى تطوير تلك العلاقات التاريخية حتى تخدم مصلحة الشعبين .. معتبرا أن الزيارة التاريخية التى قام بها رئيس المجلس العسكرى المشير حسين طنطاوى والوفد الوزارى رفيع المستوى الذى رافقه بداية جيدة فى هذا الإطار وسوف تسهم فى تسريع حركة الإستثمارات المصرية فى ليبيا . وحول حقوق العمالة المصرية فى ليبيا أكد بن خيال أن حقوق جميع العاملين مكفولة ، إلا أنه أوضح عدم وجود خطوات عملية حتى الآن لحصر تلك المستحقات . ووعد وزير الخارجية الليبى بالنظر بعين الإعتبار لتلك القضية عندما تستقر الأمور داخل ليبيا ، حيث سيتم حسم كل قضايا استحقاقات العمالة المصرية وغيرها قضائيا . وحول قضية ضبط الحدود بين مصر وليبيا قال عاشور بن خيال وزير الخارجية الليبى : أن أمر ضبط الحدود يتوقف بالمقام الأول على مصر التى أبدى مسؤولوها استعدادهم وحرصهم على ذلك ولا توجد أى إشكالية لدى الجانب الليبى لأننا نعمل على وقف كافة الأنشطة الإجرامية خاصة عمليات التهريب . وأكد وزير الخارجية الليبى أن قضية إلغاء تأشيرة الدخول بين مصر وليبيا لم يجرى بحثها حتى الآن ويستمر الأمر على ما هو عليه حاليا بضرورة الحصول على تأشيرة ولكن مع التأكيد على تحسين المعاملة عند الحركة عبر الحدود مع وضع تلك القضية الهامة موضع بحث فى المستقبل . وحول الخطوات التى تمت لإسترداد الأموال الليبية المنهوبة قال بن خيال أنه لم يجرى حتى الآن إتخاذ أى خطوات عملية فى هذا الإطار رغم أنها مطلب جماهيرى حيث أن تلك الأموال التى نهبها النظام السابق وأعوانه هى ملك للشعب الليبى وسوف يتم إتخاذ الخطوات الملائمة للحفاظ على تلك الأموال . وأشار إلى أن ليبيا تسلمت 20 مليار دولار من أرصدتها التى جمدت فى الخارج منذ فبراير الماضى فى إطار العقوبات التى فرضت على نظام معمر القذافى .. موضحا أن عدة دول كانت قد جمدت مليارات الدولارات وأن الأموال التى تسلمتها ليبيا وصلت بشكل أساسى من الولاياتالمتحدة وفرنسا وبلدان أوروبية أخرى. وحول استراتيجية العمل الدبلوماسى الليبى فى عهد ما بعد القذافى أوضح بن خيال أن ليبيا الحرة سوف تعمل على وضع استراتيجية جديدة للعمل الدبلوماسى يواكب تلك المرحلة وأن التعاون سيكون أكبر وأوسع مع الدول العربية . وأضاف أن السياسة الخارجية الجديدة لليبيا تنطلق من متطلبات الديمقراطية ومبادىء ثورة 17 فبراير .. مؤكدا أن ليبيا سوف تكون دولة مسالمة ولن تؤذى جيرانها وسوف يتم تكريس جزء كبير من إهتمامات العلاقات الخارجية مع الدول الواقعة على حدودنا الجنوبية لضبط الملفات الأمنية معها.