انتقلت بنا عدسة البيان هذه المرة إلى مدينة كولونيا الألمانية التي تتميز بمعالم سياحية وتاريخية عريقة أبرزها كاتدرائية كولونيا الألمانية التي يعود تاريخها إلى العصر الروماني ونهر الراين وجسر هوهنزوليرن كما يوجد بالمدينة عدة جامعات ومعاهد عليا، وتحتضن أكبر عدد من محطات التلفزيونية والإذاعية في ألمانيا. تقع كولونيا فى ولاية شمال الراين - فيستفالن فى غرب ألمانيا، يبلغ عدد سكانها حوالي 970 ألف نسمة لتكون بذلك رابع أكبر مدن ألمانيا و تتوسط مدينتي بون ودوسلدورف أهم معالمها كاتدرائية كولونيا، التي يعود تاريخها إلى العصر الروماني والمدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي ونهر الراين وجسر هوهنزوليرن أو جسر "جدار الأحبة" حيث يمكنك ان ترى الألوف المؤلفة من الأقفال المعلقة على جدار الجسر. تأسست كولونيا قبل 2000 عام على يد الرومان الذين بنوا على ضفاف نهر الراين مستعمرتهم أو ال"كولونيا" (Colonia)، كما سموها ، وما زال المرء حتى اليوم يصادف آثارهم في كل زاوية من المدينة. وتحتضن المدينة اثنتا عشرة كنيسة رومية كبيرة وثلاث بوابات شبيهة بالقلاع تشهد حتى اليوم على أهمية كولونيا في ذلك العصر. ويعتبر الراين أحد أهم وأطول الأنهار في القارة الأوروبية ، يمر عبر سويسرا، فرنسا، ألمانيا , ليختنشتاين وهولندا، ويحتل النهر مكانة مهمة في التاريخ الأوروبي بوجه عام والألماني بوجه خاص, إذ كان يشكل على مدى 400 عام الحدود الرئيسية بين بلاد الرومان والقبائل الجرمانية. ويرتبط بالنهر العديد من الأساطير الألمانية مثل أسطورة حورية البحر (لوريلي) التي تظهر أحيانا للبحارة وعابري النهر، عند منحدر صخري شاهق يعرف بنفس الاسم، فتكون السبب في اختفاء سفن هؤلاء البحارة عند ذلك المنحدر. وإن أخذتك خطاك يوما الى مدينة كولونيا، في ألمانيا، سيجذب انتباهك الألوف المؤلفة من الأقفال المعلقة على جدار جسر Hohenzollernbruecke. وظاهرة أقفال الحب التي تحفر عليها أسماء العشاق، عادةٌ معروفة منذ القدم في القارة العجوز، وهي اليوم قد وجدت طريقها للظهور مرة أخرى على جدار جسر "الأحبة" بكولونيا..
