أجمع عدد من المتحدثين في ندوة عقدت بالخرطوم حول تأثير الوجود الإسرائيلي في دولة جنوب السودان على الأمن القومي السوداني ، على أن هذا الوجود المعلن في دولة الجنوب "أهون وأقل من وجود اسرائيل السري غير المعلن" والذي استمر عشرات السنين في دعم حركات التمرد. وأوضح المتحدثون في الندوة التي نظمها اليوم الاربعاء مركز "التنوير المعرفي" بالخرطوم ، أن الوجود الإسرائيلي في دولة الجنوب قديم منذ تمرد عام 1955 وكان يسمى بالتدخل، وأن اسرائيل دعمت كثيرا من الحركات المسلحة في أفريقيا.
وأكدوا أن الوجود الاسرائيلي له تداعيات تتمثل في سيطرة إسرائيل على دول تلك المنطقة لتضمن سيطرتها على المياه، ودول حوض النيل حتى تستفيد من مياه نهر النيل لسد حاجتها الماسة من المياه في المستقبل.
وأشار المتحدثون الى أن اسرائيل توغلت في الجسم العربي وتريد أن تتوغل حديثا فى الجسم الإفريقي عبر دولة جنوب السودان وأن هناك منظمات دولية تدعمها في هذا الاتجاه.
وقال الدكتور شمس الهدى ابراهيم ادريس الأستاذ الجامعي إن اسرائيل وضعت بصماتها في الدولة الوليدة قبل الانفصال لتحقيق هدفها الأساسي المتمثل في الحصول على المياه والسيطرة على دول المنبع وأن وجودها في دولة الجنوب قرب لها المسافة من دول منبع حوض النيل.
وأضاف أن السودان هدف استراتيجي إسرائيلي لأنه يربط بين الدول العربية الإسلامية والإفريقية، وأن إسرائيل تدخلت في كثير من دول القارة من خلال منظمات وشركات عاملة في المجال الإنساني، وأخذ هذا التدخل في الازدياد وذلك عبر دولة جنوب السودان لتقوية نفوذها السياسي والعسكري في المنطقة.
وأشار إدريس الى أن لإسرائيل علاقات مع بعض الدول الإفريقية في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لجعل إسرائيل المهدد الحقيقي لأمن السودان العربي بشكل عام من خلال فرض سيطرتها على منابع النيل الذي يمثل الشريان الرئيسي الذي يمد السودان ومصر بالمياه.
وأوضح أن اسرائيل تخلق كثيرا من المشاكل لإضعاف الشأن الإفريقي ولتجد مدخلا في شأن الدول الإفريقية من خلال المنظمات والتدخلات المباشرة لمساعدة بعض الدول.
وقال إن اهتمام إسرائيل بإفريقيا بدأ عبر البحر الأحمر، ثم انتقل عبر دولة جنوب السودان لتأمين أهدافها الإستراتيجية في المنطقة.