ما إن قالوا إن وزير الداخلية الجديد اللواء محمد إبراهيم هو جارنا ويسكن فى العمارة الملاصقة لعمارتنا تماما، ساعتها قلت لهم: خلاص مش حنعرف ننام من السارينة و«المواكب» والذى منه، خصوصا أنه «وزير داخلية» فاهمين يعنى أيه؟! ولكن يشهد الله أننا لم نشعر بأى تغيير ولم نسمع «سارينة»، وأنا -على الأقل- لم أشعر بأى جديد.. وكلنا يعرف تماما أن طاقم الحراسة للعمارات هم أول من يدلى بشهادته أو على الأصح يتطوع بالإدلاء بها، وقد كان اللافت للنظر أن الإخوة -شعبان وحبش ومحمد وسعودى ومعهم عاطف مسئول الصيانة- كان لهم إجماع على أن وزير الداخلية «راجل طيب وبيعرف ربنا» -لاحظ راجل طيب وبيعرف ربنا هذه- المهم بقت الوزير سيرته عطرة وأكدتها -وهذا هو المهم أو الأهم- أعمال اشاعت الاطمئنان والشعور بالأمن بين الناس إلى درجة كبيرة، وأظن أن نشاط الوزير وجولاته الشخصية الميدانية تشهد بذلك من الفيوم والصعيد إلى الوجه البحرى وإلى آخر ما نقرأ عنه من الزيارات المفاجئة، وكذلك الوعى الأمنى الرفيع والإصرار على «تحريك الأكمنة» حتى تزداد فعاليتها، واخيرا وليس آخرا هذا التشجيع الأمنى للقبض على البلطجية والتعامل معهم، وانظروا كيف سارع إلى (6 أكتوبر) بمجرد الإبلاغ التليفزيونى فى برنامج «القاهرة اليوم» وكيف تعاملوا مع الخارجين على القانون الذين روعوا الناس هناك ليلتها، إنها مصر وأمن مصر وهو وزير الداخلية الذى جاء «للإنقاذ» بحق وحقيق، وقبل أن أنسى لم يتغير شارعنا فمستوى النظافة والإنارة فيه زى ما هو وهو مقبول والحمد لله، المهم هذا وزير استثنائى جاء فى وقت استثنائى والأصح أنه «وزير ثورة» فأدعوا له وناصروه وخذوا بيده وليكن كل منا وزيرا للداخلية بالمفهوم الإنسانى والديمقراطى للكلمة «الدخلية» فالداخل إلى مصر كما هو «الخارج» منها لابد أن يكون آمنا كما أمر الله، وأخيرا.. وربما تكون الميزة الوحيدة فى أن يكون جارى هو وزير الداخلية أن رقم (122) يمكن أن يرد سريعا، وعلى أية حال اللهم أشملنا برعايتك وحمايتك وأنصرنا على 122 التى نثق أنها ستكون تحت مراقبة عين الوزير الساهرة على كل الداخل والداخلية.
الوزراء والمؤتمرات الصحفية
فى ظاهرة جديدة.. ارتاح الناس إلى مؤتمرات الوزراء التى توضح بعضا من الأحداث كما جرى فى مؤتمر وزيرى العدل والدولة للعلاقات الخارجية حول ملابسات تفتيش عدد من مقار المنظمات المدنية وما أثارته من زوابع أحس الناس أنها مفتعلة خصوصا على المستوى الخارجي، ولاشك أن هذه المؤتمرات تحترم الناس وتحترم حقها فى التوضيح والتفسير وتحليل مجريات الأمور، وكذلك كان توضيح وزير الإسكان الذى شرح خطة توفير المساكن لسكان العشوائيات الخطرة خلال 6 أشهر، ورصد 175 مليونًا للمساهمة فى حل مشكلة العشوائيات فى 383 منطقة عشوائية تم حصرها على مستوى الجمهورية، وكذلك أوضح سعى الوزارة لمنع ظهور عشوائيات جديدة.. وقد كان ذلك التوضيح عقب اجتماع لجنة تطوير العشوائيات برئاسة «الجنزوري» رئيس مجلس الوزراء.. وللحق وللتاريخ لابد من تحية هذا الرجل (الجنزوري) الذى عقد عزمه وتوكل على الله ونذر نفسه لوطنه فى أشد الفترات قسوة، ولذلك وبتوفيقه سبحانه وتعالى اختار فريق عمل وزاريًا يلمس المخلصون فى صدقهم ونشاطهم وعملهم، والحمد لله.. عشنا وشفنا وزراء من غير «سرينة» ولا «مواكب» بل يعيشون بين الناس يأكلون من طعامنا ويمشون فى الأسواق بين خلق الله لأنهم فى خدمتهم.. والله الموفق