ذكرت صحيفة الجارديان موضوعا بعنوان " خلف جدار الخوف المنهار الدولة في سوريا بحالة انهيار تدريجي " اوردت فيه الحياة فى سورية في ظل الازمة التي تمر بها وحياة نشطاء المعارضة الذين يعيشون حياة التخفي متوارين وملاحقين من قبل اجهزة الامن السورية . كما تناولت الاساليب الجديدة التي يبتكرونها في تنظيم الاحتجاجات بالمخاطر ووجهات نظر المعارضة والموالين لنظام الرئيس الاسد حول الاوضاع في بلادهم ومخاطر الانزلاق نحو حرب اهلية.
ويقول بلاك ان العاصمة السورية دمشق تبدو هادئة وطبيعية لكنه لفت إلى أن هذا المظهر مخادع رغم ان خطوط المواجهة بين النظام والمعارضة تتركز في مناطق اخرى في سورية مثل حمص وحماة وادلب ودرعا.
ويشير المراسل الى ان هناك شبه يقين بين نشطاء المعارضة بان الثورة لن تحقق اهدافها قريبا وخاصة بعد خطاب الاسد الاخير والذي كان بمثابة اعلان حرب لحشد انصاره حيث تحيط الفرقة الرابعة التي يقودها شقيق الرئيس ماهر بالعاصمة دمشق والمباني الحكومية تحميها السواتر و التحصينات والمقرات الامنية تحميها الرشاشات الثقيلة.
ويقول المراسل ان انصار النظام مثل مستشارة الرئيس بثينة شعبان والناطق باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي يعلنون عن تأييدهم عن الاصلاح السياسي والتفاوض مع المعارضة "السلمية" ويحذرون من مخاطر اسقاط الاسد لانه سيؤدي الى فتح ابواب جهنم كما يرون.
لكن بالنسبة لمسؤولي الامن في سوريا حل الازمة الحالية يمر عبر "الاستمرار في اعمال القتل الى ان تتوقف الاحتجاجات والانتظار الى ان يطرأ تغير في الموقف الغربي" حسب قول احد رجال الاعمال المقربين من السلطة.
كما يطل التوتر الطائفي بين العلويين والسنة برأسه في المشهد السوري حيث يشعر العلويون بالخوف، مثل المرأة العلوية التي تعيش في دمشق وتخشى ان تأخذ سيارة اجرة عند زيارة صديقة لها لان "السائق السني قد يختطفها او يبيعها للقتلة في النهاية" حسب قولها.
كما تناول المراسل وجها اخر للازمة التي يواجهها النظام في سوريا والمتمثل في شلل بعض مفاصل الدولة حيث "تنهار الدولة بشكل بطيء" حسب قول احد الخبراء وتنقطع الكهرباء لساعات طويلة يوميا وهناك نقص في امدادات وقود السيارات بسبب الكميات التي الكبيرة التي يستهلكها الجيش في عملياته.
ويشعر مسؤولو الامن بالقلق من ظاهرة دفع الرشاوي لاطلاق سراح المعتقلين ومن ان نصف الاسلحة التي بحوزة مسلحي المعارضة مصدرها ضباط الجيش السوري.
وفي ختام تقريره يقول بلاك انه لا يمكن لاحد ان يتنبأ الى متى تستمر الانتفاضة السورية حيث يشعر انصار المعارضة رغم اعرابهم عن تفاؤلهم بان موازيين القوى ليست في صالحهم في المستقبل القريب اذ لا توجد اي بوادر على امكانية تدخل دولي على غرار ليبيا مما يعني ان " الاوضاع وصلت الى طريق مسدود وجميع المؤشرات تقول اننا نسير نحو حرب اهلية مديدة لان الاسد ما زال يتمتع بتأييد كبير" حسب قول الناشط السياسي العلوي لؤي حسين.