ذكرت صحيفة واشنطن بوست مقال اوردت فيه ان مفاجاة انسحاب زعيم الاصلاح محمد البرادعي من السباق الرئاسي يدخل التحول إلى الديمقراطية في مصر الي مرحلة فوضي في الفترة أقل من ستة أشهر لتسليم العسكر للسلطة. فباقي أقل من أسبوعين علي يوم 25 يناير ، و سيحتفل المصريون بمناسبة مرور عام على بدء الانتفاضة الشعبية التي أجبرت حسني مبارك على التنحي عن منصبه. ولكن لا يوجد نقاش طويل عن أهداف الثورة النبيلة من الحصول علي الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية. و بدلا من ذلك ،هناك ضجة الآن حول التحالفات الجديدة التي يمكن أن تسمح للعسكري الحاكم بالحفاظ على الهيمنة طويلة الأمد على الحكومة والاسلاميين لفرض سيطرتها بعد فوزهم الكبير في الانتخابات البرلمانية.
و جاء اعلان البرادعي يوم السبت بانه لن يترشح للرئاسة ضربة قاسية اخري إلى المجموعات الليبرالية واليسارية التي كانت وراء سقوط مبارك بعد هزيمتهم في الانتخابات و تصاعد الحملة العسكرية ضدهم. وقال البرادعي ان الحصول علي انتخابات نزيهة سيكون امرا مستحيلا تحت قبضة الجيش المشددة.
و يري الناشطين المؤيدين للديمقراطية أن الجدول الزمني المعين يخلق مناخ يسمح للاسلاميون بقيادة جماعة الاخوان المسلمين الأفضل تنظيما والأكثر معرفة للهيمنة على حساب الجماعات الليبرالية واليسارية و التي ولد معظمها من تلك الانتفاضة وليس لديها الكثير من الوقت أو الخبرة لتنظيم أنفسهم من أجل المنافسة مع الإسلاميين فجماعة الإخوان ، على سبيل المثال ، تم تأسيسها أكثر من 80 عاما مضت ، وكانت بالفعل قوة سياسية معروفة قبل الانتفاضة.
ولكن قد يكون قرار البرادعي بالانسحاب خطوة محسوبة فقد ادرك أنه سيكون من المستحيل الفوز في الانتخابات دون دعم من الاسلاميين الذين ظلوا على مبعدة منه ، وانه اختار الانسحاب والتشكيك علنا بالعملية السياسية برمتها واصفها بالفوضي و انها غير منظمة.
و قد شبه العسكرية بقبطان سفينة يكافح من أجل توجيه سفينته في وسط العاصفة قائلا "وتحت قيادته ، تهز الامواج السفينة و نقدم له كل أنواع المساعدة ، لكنه يرفض ، ويصر على اتخاذ الطريق القديم كما لو لم تقم أي ثورة و لم يسقط اي نظام ف راري لا يعني أنني مغادر الساحة ، ولكن يعني الاستمرار في خدمة هذه الأمة على نحو أكثر فعالية من خارج السلطة بعيدا عن جميع القيود" .